عبد العظيم محمد الضامن – فنان وناقد تشكيلي سعودي من منا لا يريد التغيير، سوى نسائنا فهنّ وحدهنّ لا يقبلنه! منذ الأزل، ومنذ أن عرفنا الممارسات الثقافية بشتى فروعها للمناشط الرسمية، في أكثر دول العالم، هناك قبضة للاستبداد لم تكن تسمح بفعل التغيير، ولا تسمح بالمتغيرات التي طالت فئات الشباب المنفتح على ثقافات العالم، هذا الفضاء المتجدد الذي هُمش لسنوات عديدة، حتى باتت الرقابة عليه تحكمه بالانعزال والانزواء، والبقاء لجيل الرواد الذي لا يقبل مزاحمة جيل الشباب، وكلنا يلمس هذا الفعل منذ بداية الثمانينيات، حين تم إنشاء الأندية الأدبية وقبلها حين تم إنشاء جمعيات الثقافة والفنون، وتسيد الرواد تلك المناصب حتى توفاهم الله. وليس على صعيد جيل الرواد فحسب، بل حتى على مستوى المؤسسات الرسمية للثقافة في وطننا العربي، فقد حاربت تلك المؤسسات لعقود طويلة الفكر الشبابي والفكر النقدي الجاد، وهمشت رموزه، وأقصتهم عن الحياة العامة، وسعت جاهدة إلى إيجاد نوع من الهوة بين المجتمع والفكر النقدي، وبدأت تُركز على جيل أخذ نصيبه من زمانه ونصيب غيره من زمانهم، وهذا كما يبدو لي على كل فئات الثقافة والفنون، البعض من النقاد كان مجابهاً لتلك الممارسات ولا يخشى إقصاءه من تلك الملتقيات التي تقيمها الدولة هنا وهناك، بل كان مستمراً في نقد الحالة، حتى استطاعت المؤسسات الرسمية إرضاءه، وبات يمجد هذا وذاك، وهذا على صعيد النقد، أما في الفن التشكيلي قد يكون الأمر أسوأ بكثير من باقي فروع الفنون والثقافة والأداب، حينما أرادت المؤسسات الثقافية في وطننا العربي تكريس جهودها لتلميع أسماء دون سواها، وتهميش باقي المبدعين، وإقصائهم من جميع الفعاليات الثقافية الرسمية، وكأن الإبداع ينحصر في أسماء معينة في كل بلد، وكنت أظن أن هذه الحالة فقط لدينا، لكنني اكتشفت أن في كل دولة مجموعة، هي التي تهيمن على كل شيء، ولا تقبل أن يزاحمها أحد.