ليس مفرحاً أن يحصل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة على المركز الرابع عالميا كأفضل وجهة سفر عالمية مهيأة لتقديم الخدمات الملائمة للمسافرين المسلمين بعد كوالالمبور ودبي وإسطنبول، بل من العيب ألا يحصل على المركز الأول فقط وبدون منازع وبفارق كبير عن بقية المراكز، فليس هناك ما يمنع من حصول ذلك حيث توفرت له مقومات لم تتوفر لأي مطار في العالم سواء من حيث العراقة التاريخية التي تعني الخبرات المتراكمة في تقديم الخدمة وكونه بوابة الحرمين الشريفين ويستقبل ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين والعابرين القادمين والمغادرين، وكذلك الدعم الحكومي المتواصل وغير المحدود عبر المليارات التي يتم ضخها في الإنشاءات والتشغيل، وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب فإن المتوقع من مشروع المطار الجديد الذي ستنتهي المرحلة الأولى منه في أواخر 2014 إن لم يكن هناك تأخير وبلغت تكلفته 27 مليار ريال أن يحقق المركز الأول بل يجب أن يحققه، ومع اكتمال المرحلة الثانية لا عذر إن لم يحقق المركز الأول عالمياً لتوفر مقومات التصدر، والمخططات والجزء المنجز منه حتى الآن ووتيرة العمل تبعث على التفاؤل. ما نفرح به حقيقة ليس دخول موسوعة جينيس بأكبر طبق كبسة أو أطول سندوتش شاورما أو أطول سارية علم أو البطولات الوهمية كأفضل كلية في آسيا وطلابها لم يتخرجوا بعد أو وصولنا إلى قائمة أفضل 500 جامعة في العالم ومخرجات الجامعة ضعيفة يلمسها القطاعان العام والخاص ولا تحتاج إلى ذكاء خارق لمعرفة الفرق، وما نحتاج إليه حقيقة ويفرح به كل مواطن ومقيم وزائر هو أن يلمس الخدمات بنفسه ويراها بعينيه ويخرج راضيا عما شاهده ولقيه وتعامل معه، فالجوائز العالمية أو الإقليمية مفرحة دون شك ونغالط أنفسنا إن قلنا غير ذلك لكن ما قيمة شراء جائزة أو الحصول على تصنيفات متقدمة ضمن معايير متقدمة إن لم ينعكس ذلك على الإنسان الذي يتعامل معها؟ فهو المعيار الحقيقي للنجاح والفشل وصدق التصنيف.