علمت “الشرق” أن المقرر الخاص للأمم المتحدة بشأن “التعذيب وكافة أشكال سوء المعاملة”، خوان مينيديز، سيزور المغرب منتصف الشهر المقبل، للإطلاع على أوضاع حقوق الإنسان، والتحقق من الشكاوى التي رفعتها منظمات حقوقية، تتهم فيها سلطات الرباط بالانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان. وبحسب مصادر “الشرق”، فإن مسؤولي عديد من المؤسسات العمومية، في حالة استنفار للإعداد لهذه الزيارة، التي لا ينظر لها بعين الرضا، لكونها ستضع مؤسسات بعينها تحت المجهر، وخاصة مندوبية السجون، التي تحدثت تقارير داخلية وخارجية، عن وجود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، داخل مؤسساتها السجنية، على الرغم من النفي الرسمي، حيث سيسعى معتقلو السلفية الجهادية بشكل خاص، على تقديم رسائل وعرائض للمبعوث الأممي في حال زيارته للسجون التي يوجدون بها، علما أن بعض هؤلاء المعتقلين سبق أن وجهوا تقارير فردية عبر جمعية “الكرامة” لحقوق الإنسان، التي يوجد مقرها في مدينة جنيف السويسرية، إلى اللجنة الأممية الخاصة بمكافحة التعذيب وسوء المعاملة. ومن المنتظر أن يستند البعوث الأممي، على المعطيات الواردة في التقرير الأسود الذي أعدته لجنة برلمانية مغربية، خلال قيامها بزيارة استطلاعية لسجن عكاشة بالدار البيضاء، إضافة إلى التقارير التي عرضتها منظمات حقوقية في جنيف مؤخرا، حيث من المقرر أن يزور مراكز الاعتقال الاحتياطي بمراكز الأمن وسجون- كانت موضوع شكاوى بداعي أن القائمين عليها ينتهكون حقوق الإنسان- ويعقد لقاءات مع مسؤولين عن وزارة العدل والمؤسسات المعنية وممثلين عن المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني. وأكدت المصادر ذاتها أن المسؤولين المغاربة ربطوا الاتصال بنظرائهم في تونس للاطلاع على طبيعة الأسئلة التي وجهها المبعوث الأممي ذاته للسلطات التونسية خلال زيارته الأخيرة في شهر مايو آيار الماضي. وسيزور المقرر الأممي الخاص المناطق الصحراوية حيث يسود تخوف من استغلال الزيارة لقيام عناصر موالية لجبهة بوليساريو بأعمال شغب، وتقديم معطيات غير حقيقية عن الوضع في المنطقة. على خط آخر من المقرر أن يقوم وفد حقوقي أمريكي، من مؤسسة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان خلال الأيام المقبلة، بزيارة إلى الصحراء المغربية لتفقد الأوضاع الحقوقية في المنطقة. وترأس الوفد رئيسة الجمعية، كيري كينيدي ابنة السياسي المعروف روبرت كينيدي شقيق الرئيس الأمريكي المغتال جون كينيدي ويرافقها أعضاء من جمعيات حقوقية أخرى وقاضية من محكمة حقوق الإنسان الأمريكية. ولم تصدر عن السلطات المغربية أية تعليقات عن هذه الزيارة التي سيقوم بها الوفد الأمريكي للصحراء المغربية. علما أن ملف الصحراء، يراوح مكانه في انتظار تعيين ممثل أممي جديد، بعد رفض الرباط استمرار التعامل مع الأمريكي كريستوفر روس الذي أبدى انحيازا لأطروحة البوليساريو بحسب المسؤولين المغاربة.