إذا كان الإضراب عن الطعام يمثل شكلاً مقبولاً من أشكال الاعتراض في مختلف دول العالم، ووسيلة ضغط لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية معينة؛ إذ يثير تعاطف المؤمنين بأهداف المضرب من ناحية، وتعاطف حتى غير المؤمنين بهذه الأهداف انطلاقاً من الخطر المحدق بهذا الممتنع عن الطعام، والذي قد يصل به إلى الموت من ناحية أخرى، فإن بعض صور الإضراب التي تلجأ إليها بعض النساء العربيات تثير السخرية والاشمئزاز؛ إذ تضرب بالقيم والمثل والأخلاق الرفيعة عرض الحائط، خاصة عندما يكون إضراب المرأة لا عن الطعام وإنما عن الهندام! هذا المشهد المخزي رأيناه من الفنانة التشكيلية السورية هالة فيصل في نيويورك حينما تعرت تماماً وكتبت على جسدها بعض الشعارات تضامنا مع فلسطين والعراق في العام 2005، ورأيناه من المصرية علياء المهدي حينما نشرت صورتها العارية تماماً في مدونة أسمتها “مذكرات ثائرة” تحت عنوان “فن عاري” في 23 أكتوبر 2011، للمطالبة ب”حرية المرأة في الحب والمتعة”! واليوم تحاول نصيرات توفيق عكاشة تكرار المشهد إذا تم حبسه وهو المتهم بإهانة الرئيس والتحريض على قتله وإثارة الفتنة الطائفية في مصر، وقالت إحدى النصيرات المدعوة تهاني رشاد لشبكة الإعلام العربية (محيط) إن نحو عشر سيدات اتخذن القرار بالتظاهر عاريات إذا تم حبس توفيق عكاشة، وأضافت:إن هذه التظاهرة جديدة في مصر والعالم العربي “لكننا أردنا أن نكسر حاجز الخوف والتقاليد القمعية” – على حد قولها!. ما شاء الله على هذا الفكر الراقي من نصيرات النظام المخلوع، الذي ينبئ عن نحاجه في حشد مليونية ل”هواة التحرش” الذين سيشعرون لأول مرة أنهم على حق؛ إذ جاءتهم الدعوة على طبق من ذهب، ومن ثم فسينطلقون أيضاً من الرغبة في “كسر حاجز الخوف والتقاليد القمعية” لينالوا منهن كل الحب وليس جانباً منه! لك الله يا مصر، ما إن تتحرري من طواغيت النظام حتى يغرس السفلة من أعوانه كل أظافر الخسة والخلاعة والخيانة والعمالة في رقبتك! ولكن أعتقد أن أحرار وشرفاء هذا الوطن العربي المسلم الكبير، قادرون على وضع حد لهذه المشاهد غير الأخلاقية – إن حدثت – بالقانون، حتى لو تعرى أيضاً – في سبيل الدفاع عنها – بعض المتشدقين بحقوق الإنسان وحرية التعبير وبعض الفنانات المتاجرات بأجسادهن الرخيصة!