يبدو أن نظام الأسد مُصرٌّ على تمديد رقعة الصراع الدائر في سوريا إلى خارج الحدود، فالاشتباكات بين مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد في طرابلس شمال لبنان مستمرة، ولم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة على الوضع رغم المحاولات التي يبذلها الساسة اللبنانيون، لمنع انجرار البلاد نحو الاقتتال الطائفي، وعززت اتهامات قوى ال14 من آذار، التي ترى أن سبب تدهور الوضع في لبنان هم مؤيدو الأسد الذين يتلقون أوامرهم من دمشق، قصف طائرات سورية بلدات لبنانية حدودية أمس. ورغم أن دولا غربية حذرت من تمدد الصراع إلى لبنان، مع استمرار الاشتباكات في طرابلس، إلا أن نظام الأسد وأعوانه في لبنان ماضون في إشعال المنطقة، في الوقت الذي يزداد التورط الإيراني في الأزمة السورية أكثر فأكثر، خاصة بعد إعلان عديد ٍ من قادة الحرس الثوري عن نيتهم عدم التخلي عن نظام الأسد، وأنهم يعملون ضمن اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، إضافة إلى دخول الموقف الإيراني في تطور جديد بعد دعوة رأس الهرم السياسي في طهران علي خامنئي، وتوجيهه الحرس الثوري الإيراني لشن هجمات على الغرب والدول الحليفة له، كرد ٍ على دعم الغرب لمساعي الإطاحة بالأسد. وأصبح من الواضح أن دمشقوطهران تسعيان إلى توسيع رقعة الصراع لتدخل المنطقة برمتها في حرب طائفية وهو موقف ليس مستغربا على ساسة طهران الذين سعوا على مدى ثلاثين عاما إلى التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية، وأصبحوا يدركون الآن أن خسارتهم لحليفهم الأبرز في دمشق، سيقوض كل ما بذلوه من جهود وصرفوه من أموال لبسط نفوذهم. لقد أصبح على الدول العربية والإقليمية والمجتمع الدولي بشكل خاص مسؤولية الرد على دعوات طهران شديدة العداء لكل من لا يوافقها في توجهاتها السياسية، فنظام طهران لن يتخلى عن الأسد، وبات من الواضح أن كلا النظامين يسعى إلى جر المنطقة لحرب إقليمية للخروج من الأزمة التي يعاني منها ملالي طهران وحاكم دمشق.