حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان أمس الأول من أن «تواتر الاعتداءات السلفية على التظاهرات الثقافية في البلاد ينذر باحتقان مذهبي غريب عن المجتمع التونسي المعروف بوسطيته». وقالت الوزارة «على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء الخميس الماضي على مهرجان الأقصى بمدينة بنزرت وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والإبداع فحسب وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله». واتهمت الرابطة التونسية لمناهضة المد الشيعي، وهي منظمة غير حكومية، المركز الثقافي الإيراني بنشر المذهب الشيعي في تونس وطالبت الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بإغلاقه «فورا». وقال رئيس الرابطة أحمد بن حسانة في تصريح له «ندعو الحكومة إلى الإسراع فورا بغلق المركز الثقافي الإيراني الذي يعمل على نشر المذهب الشيعي في تونس ضمن مخطط محكم وإيقاف كل البرامج الحكومية المشتركة بين تونسوإيران في مجالي التبادل الثقافي والتعليمي». وأوضح بن حسانة أن هذا المركز «يعمل بالاشتراك مع الرابطة التونسية للتسامح على نشر التشيع في تونس عبر مخطط يقوم على رصد الأموال وتجنيد الأشخاص وتكوين خلايا نائمة ذات ولاء لإيران ولمراجع شيعية تشتغل حسب أجندات صفوية عنصرية». ولفت إلى أن هذه الجمعية «في ظاهرها منظمة ثقافية وفي باطنها عقائدية مندسة في المجتمع المدني التونسي، ذات ولاء لدولة إيران وأهدافها معادية لهوية تونس السنية المالكية» محذرا من «زرع الفتنة الطائفية في البلاد». وهاجم زعيم ملتقى أنصار الشريعة (تنظيم سلفي) أبو عياض، الشيعة وتوعد بطردهم من تونس. وتساءل أبو عياض الذي يعتبر زعيم ما يطلق عليه اسم السلفية الجهادية في تونس «أين من يدّعون انتسابهم إلى أهل السنّة الذين جعلوا أرضنا مرتعا للحاقدين على أصحاب رسول الله، والحاقدين على أهل السنّة، بل سمحوا لتنظيم إيران وحزب الله الشيطاني أن يدنّسوا أرض عقبة» وأضاف «أنه إذا ما تشيّعت القيروان فإن المغرب كله سيتشيّع». ووجه أبوعياض اللوم إلى السلطات التونسية التي يرى أنها «لا تحرك ساكنا لمثل هذه الممارسات بل تستقبل وزير خارجية دولة المجوس، دولة إيران بالأحضان وتفتح له جامع الزيتونة ليدنّسه». هذا وحذرت حركة الشعب التونسية، الحكومة المؤقتة، من «اللعب بنار الفتنة الطائفية، التي بدأ شبحها يطل في تونس في سابقة لم تعرفها منذ نحو 14 قرناً»، معتبرةً في بيان أن «الفرز لا يتم على أساس طائفي أو مذهبي أوعرقي، وإنما يتم على أساس وطني منتصر للمقاومة ضد الاستعمار الإسرائيلي الأمريكي ودوائر نهب الشعوب».