بعد أقل من أسبوعين على وصول مسبار “كوريوسيتي” إلى المريخ وخوضه سلسلة مكثفة من الاختبارات، يتحضر الروبوت للسير للمرة الاولى الأربعاء على أرض المريخ بدواليبه قبل أن يخوض غمار الكوكب الأحمر بعد أربعة أو ثلاثة أيام. حط هذا المسبار الذي كلف 2,5 مليارات دولار وأوكلت إليه مهمة البحث عن آثار محتملة لحياة ماضية على المريخ على مدى سنتين، على الكوكب الأحمر ليلة 5-6 آب/أغسطس. وخضع منذ ذلك الحين لسلسلة مكثفة من الاختبارات بغية التأكد من أن تجهيزاته عموما، والأدوات العلمية العشر على متنه خصوصا، تعمل وفق الأصول. ويبدو أن المسبار بات مستعدا للسير على أرض المريخ ومباشرة مهمته العلمية. وكشف مايك ووتكنز أحد المسؤولين عن مهمة “مارس ساينس لابوراتوري” (إم إس إل) التابعة لمختبرات “جت بروبالشن لابوراتوري” (جي بي إل) في مدينة باسادينا بالقرب من لوس أنجليس “حركنا الدواليب بالأمس (أي الاثنين)”. وهذا الروبوت الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة مزود بستة دواليب يمكن لأربعة منها التحرك. وقد نشرت مجموعة من الصور على الموقع الإلكتروني التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أظهرت أن الدواليب تعمل وفق الأصول، وهي مستعدة للسير. وأكد مايك ووتكنز خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف “سنقوم غدا باختبار السير الأول”. وأضاف “سوف نتقدم ثلاثة أمتار تقريبا، ثم ندور قبل أن نعود أدراجنا… لكننا لن نعود إلى الموقع عينه الذي نحن فيه الآن”. وفي حال تكلل هذا الاختبار الذي من المتوقع أن “يستغرق أقل من نصف ساعة” بالنجاح، سيغادر المسبار الموقع الذي حط فيه “بعد ثلاثة أو أربعة أيام”، على حد قول مايك ووتكنز الذي أوضح “ينبغي إنجاز بعض العمليات” قبل التمكن من المغادرة. وسيسير المسبار باتجاه غلينلك، على بعد حوالى 500 كيلومتر من فوهة غايل حيث يتواجد حاليا، وهي وجهة تقع في الاتجاه المعاكس لجبل “ماونت شارب” الذي يعتبر وجهة الروبوت النهائية، لكنها تقع عند تقاطع ثلاث مساحات جيولوجية تثير اهتمام العلماء. وأوضح مايك ووتكنز أن المسبار سيعتمد بداية وتيرة معتدلة ليقطع “10 أمتار أو 20 أو 30 مترا في اليوم… لمعرفة كيف ستجري الأمور. لكنني أظن أنه سيقطع 100 متر في اليوم”، على المدى البعيد. وكانت الناسا قد أعلنت الثلاثاء أنها سجلت فشلها الأول منذ إطلاق هذه المهمة مع خسارة احد جهازي الاستشعار لقياس سرعة الهواء. وشرح أشووين فاسافادا أحد المسؤولين في محطة الارصاد الجوية التابعة لمختبرات “جي بي إل”أن بيانات جهاز الاستشعار كانت تصل “مشبعة”. وأضاف “تعتقد فرقنا أن بعض الأسلاك قد انقطعت، وبعد عدة أيام من المناقشات، توصلنا إلى أنه يتعذر علينا للاسف إصلاح الأضرار”. وكان جهاز الاستشعار هذا يعمل على خير ما يرام خلال رحلة “كوريوسيتي” إلى المريخ التي دامت أكثر من ثمانية أشهر، ما يدفع إلى الظن أن الأضرار قد طرأت خلال مرحلة الهبوط أو بعدها. وأشار أشووين فاسافادا إلى أن جهاز الاستشعار الثاني “يعمل وفق الأصول بالكامل”. واكد “نحافظ عمليا على قدراتنا جميعها، لكن المشكلة الوحيدة هي أن البيانات لن تكون واضحة بالكامل إذا أتت الرياح مباشرة من خلف الجهاز”. وختم قائلا “لم نرصد حتى الآن أي مشكلة أخرى في الأجهزة الأخرى”. (ا ف ب) | لوس انجليس