يتخذ العيد في البادية طابعا خاصا، يتميز به عن أعياد المدن، حيث تطل فيه العادات والتقاليد، التي تعطيه رونقا خاصا، كما يزيد فيه التلاحم والتواصل بين الأهل والأصدقاء وبين القبائل. وقال عدد من أبناء البادية ل»الشرق» إنهم ما زالوا يحتفظون بمظاهر العيد القديمة، التي توارثوها عن أجدادهم. وقال تركي البقمي، إنه ورغم الحياة البسيطة التي عاشها الأجداد والآباء، من عدم توفر وسائل الاتصال، إلا أنهم استطاعوا أن يبتكروا وسيلة لإعلان حلول العيد، لجميع أبناء البادية، ومنها إشعال النار في قمم الجبال، حيث يشاهدها القريبون منهم، فيشعلون بدورهم النار في قمم جبالهم أيضا، ليراها القريبون منهم، وهكذا حتى تنتقل مسافات بعيدة، كما يطلقون النار من بندقية إعلانا لرؤية هلال شوال. أما محسن فهم، فذكر أن الأسواق لم تكن متوفرة أو قريبة من أبناء البادية، كما هو الحال الآن، لذلك كانت السيدات يسارعن إلى شراء الأقمشة قبل رمضان بأشهر، ثم يقمن بتفصيلها وخياطتها يدويا، ومن أشهر ما يقمن بخياطته الثوب الحربي أو «أبو ذلايق» ويرتديه الرجال في صلاة العيد مع العمة، التي تلف على الشماغ وتسمى «المعم»، والتحزم بالجنبية، بينما تجهز السيدات بيت الشعر، وتخضيب كفوفهن بالحناء من ليلة العيد، ثم يقمن بإعداد الفطور قبل صلاة الفجر، الذي يتكون من التمر والإقط والسمن وحليب الإبل. ثم يرتدين ملابسهن المطرزة بالحرير وتسمى «المدرعة»، ويضعن عليهن الحلي الفضية في انتظار عودة أزواجهن وأبنائهن من الصلاة، قبل توجههم لمعايدة الأقارب والجيران. وذكر فهيد قاعد، إن أبناء البادية يذهبون بعد صلاة العيد مباشرة على شكل مجموعات لزيارة شيخ القبيلة، وتقديم التهاني لبعضهم البعض، ثم يتناولون وجبة إفطار أخرى عند الشيخ. وعن الألعاب الترفيهية أشار إلى أنهم يقومون بعد صلاة العصر بمسابقة الرماية «الشارة»، إضافة إلى مسابقة الخيول العربية، حيث يتحدد من خلالها الفرسان الجدد، الذين سيكون لهم شأن كبير في القبيلة ومن فرسانها القادمين. الثوب القديم «أبو ذلايق» يرتديه المواطنون في العيد