يأتي العيد هذا العام والعالم العربي والإسلامي يشهد عددا من المجازر المروعة سواء في سوريا أو بورما أو الأحواز المحتلة مما سلبنا بعضا من فرحة العيد، فقد كنا نمني النفس برحيل المجرم والطاغية بشار الأسد عن الحكم، وكف يد الحكومة البورمية عن اضطهاد الأقلية المسلمة في إقليم آراكان، وكذلك كف يد قوات الاحتلال الإيرانية عن الأقلية السنية المضطهدة في الأحواز قبل قدوم عيد الفطر المبارك حتى تكون الفرحة فرحتين، ولكن ليس كل حلم وأمنية قابلة للتحقيق، وإن عجزنا – كشعوب – عن المساهمة في رفع الظلم عن إخواننا المضطهدين، لا يعفينا من تقديم ما في استطاعتنا، مثل الدعاء والتبرع لهم إن وجدنا وسيلة لذلك. هذه الأيام تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملات لشباب سعودي يسعى لإدخال فرحة العيد إلى قلوب الأطفال المحرومين وخاصة اليتامى والأطفال المنحدرين من أسر فقيرة من خلال إرسال الهدايا والألعاب لهم سواء كانوا مقيمين في داخل السعودية أم أولئك الذين يقيمون خارجها في معسكرات كمعسكرات اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم، والمنتشرين في كل من الأردن وتركيا، ويحاول هؤلاء الخيرون في هذه البادرة النبيلة رسم البسمة والفرحة على ثغور فئات محرومة تعاني في صمت ألم العوز والحاجة وفقدان ذويهم، ومما لاشك فيه أن مثل هذه الحملات سيكون لها الأثر الإيجابي في نفوس هؤلاء الصغار وعائلاتهم، وقد تكالب عليهم الفقر وفقدان الأحبة والبعد عن الوطن. إن فرحة العيد لتزداد حينما نحاول إدخال السعادة والسرور على قلوب من حولنا، وخاصة من يخدمنا طوال العام من الخدم وعمال النظافة، ومن قلوبهم مليئة بالهموم والأحزان من اليتامى والأرامل والمكروبين، فعوائد هذه الممارسات وهذه الحملات لا يعرفها إلا من عمرت قلوبهم بالبر والإحسان، فيجدون ثمرتها في نفوسهم من انشراح في الصدر وسعة في الرزق.