اعتاد سكان منطقة الرياض خلال الأعوام الماضية على الروتين الممل والمتكرر الذي كانت تقدمه أمانة منطقة الرياض للمواطنين لمختلف الشرائح، من الأطفال وصولاً للشباب ثم لجيل الآباء، وذلك نظراً «للتقليدية» في عرضهم للمسرحيات التي لا تلبي حاجات المواطنين كونها أفكارا مستهلكة رثّة، إضافة إلى مسرحيات الأطفال التي في العادة ما يملون منها لتكرارها بشكل كبير. لكن هذا العام مع ترؤس أمين منطقة الرياض الجديد، المهندس عبد الله المقبل للأمانة، باتت الأفكار أكثر تطويراً والعمل أكثر تنظيماً وجمالاً، مع أن الطابع العام نفسه لم يتغير كثيراً «مسرحيات، فرق وخيام شعبية، ألعاب نارية»، إلا أن عناوين وأفكار المسرحيات باتت جديدة ومنوعة وأكثر جرأة وأكثر تلمساً لهموم ومشاكل المواطن، والتي ستلاقي استحسان طبقات المجتمع خلال عرضها لعدد من المسارح على مستوى منطقة الرياض ابتداءً من اليوم، لتناقش المسرحيات مواضيع عدة، أهمها: البطالة، والفساد، واقع المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، مشاكل الزيجات وقاعات الأفراح، وممارسات المشعوذين وانجراف النساء لهم»، وغيرها من المسرحيات التي خرجت للنور بعد ارتفاع سقف الحرية في وسائل الإعلام المرئي والمقروء، ليأتي المسرح ثالثاً ليبقى ضمن دائرة المنافسة وكسب رضا الجمهور، وفق تأملات عدد من مخرجي المسرحيات لهذا العام، الذين التقت معهم «الشرق». يأتي برنامج احتفالات عيد الفطر المبارك الذي سينطلق اليوم، بأربعة عشر عملاً مسرحياً للرجال والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، تناقش قضايا اجتماعية وتربوية في إطار كوميدي بحت. حيث ستكون الأعمال المسرحية التي تقرر عرضها في احتفالات العيد، من اختيارات لجنة متخصصة، تضم نخبة من الأكاديميين والمتخصصين وفق مجموعة من المعايير أهمها جودة النص والتزامها بآداب المجتمع وتقاليده، وشهرة نجوم العمل وجماهيريتهم. ويضم برنامج العروض المسرحية في احتفالات العيد هذا العام ثمانية أعمال، تعرض مجاناً للرجال والشباب، يشارك فيها عدد كبير من الفنانين من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، منها مسرحية: «غترة وبرمودا»، والتي تعرض على مسرح جامعة دار العلوم ، بطولة عبدالعزيز الفريحي، وعوض عبدالله ومحمد الفدعاني، من تأليف الكاتب: عبدالله الحواس، وإخراج: عبدالرحمن العنزي ، وتناقش المسرحية في إطار كوميدي، أخوين يتم تثمين منزلهما الشعبي من قبل إحدى الجهات الحكومية بمبلغ كبير لإقامة أحد المشروعات العامة، فيرفض أحد الأخوين بيع المنزل الذي عاش فيه طفولته وشبابه بينما يسعى الآخر للاستفادة من السعر الكبير في تغيير حياته. حيث يقدم الفنان محمد المنصور، ومحمد الكنهل، مسرحية بعنوان: «فرحة ما تمت» وتعرض على مسرح مدارس التربية النموذجية، حيث تناقش المسرحية التي كتبها محمد الهويمل، ويخرجها علي الغوينم، ظاهرة المبالغة في تكاليف الأعراس، والتي تمثل عبئاً كبيراً على الشباب في مقتبل حياتهم. ويستضيف مسرح كلية المدربين التقنيين بالرياض، خلال احتفالات العيد مسرحية» يمرض ولا يموت»، من تأليف ياسر الحسن، وإخراج راشد الورثان، وبطولة جبران الجبران، وعبدالرحمن بودي وعبدالله الجفال. وتناقش المسرحية مشكلات الشباب في هذا العصر، بمشاركة عدد كبير من الممثلين من المنطقة الشرقية. فيما يطل الفنان خالد سامي، على جمهور مسرح عيد الرياض مجدداً هذا العام بمسرحية: « شعبان والرومان» التي تأتي من تأليف: محمد البحيري، وإخراج رجا العتيبي، وتعرض المسرحية على مسرح مدارس المملكة وتتناول قصة اكتشاف مسرح روماني قديم في أحد المنازل، ومحاولة الاستيلاء عليه من قبل بعض العقاريين، دون أدنى اهتمام بالقيمة التراثية لهذا الاكتشاف. أما الفنان علي ابراهيم، فيواصل مشاركته في احتفالات عيد الرياض هذا العام بمسرحية: «وين الشنطة «، والتي تعرض على مسرح جامعة الأمير سلطان الأهلية، وتتناول في إطار كوميدي اجتماعي، رحلة بحث عن حقيبة فقدها أحد رجال الأعمال وتحوي أوراقا مهمة لبعض مشروعاته، والمسرحية من تأليف: عبد العزيز العطا الله، وإخراج: المخرج الإماراتي بلال عبد الله، ويشارك في بطولة العمل الفنانون: عبد العزيز السكيرين، وخالد الرفاعي، والفنان عبدالله أبوعابد من الإمارات. وتضم قائمة الأعمال المسرحية في احتفالات العيد مسرحية بعنوان: « حاسب وشايب»، من تأليف: فهد الفايز، وإخراج: عبد الهادي القرني، وتتناول المسرحية في قالب كوميدي، والتي تقرر عرضها على مسرح كلية التقنية بالرياض، تكون ملامحها في وصف قدرة الشباب المبتعثين للدراسة في الخارج على الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات في تطوير الأداء بالأجهزة الحكومية وتسهيل المعاملات. ويقوم بدور بطولة «حاسب وشايب» الفنانون: عبدالعزيز المدلج، ومرزوق الغامدي، وخالد منقاح. من جهته يقدم المخرج يزيد الخليفي، خلال احتفالات العيد مسرحية: «عيلة سكر زيادة»، من تأليف عبد الله الحمد وتعرض على مسرح جامعة اليمامة. وترصد المسرحية مشكلة تباين الاهتمامات والاتجاهات داخل نطاق الأسرة، من خلال شخصية أب عسكري متقاعد يحاول إلزام أبنائه بنمط الحياة العسكرية، ويقوم ببطولة المسرحية الفنان أسامة العش، والفنان عبد الله أحمد، والفنان بسام الدخيل. ويكتمل عقد الأعمال المسرحية للرجال والشباب في احتفالات العيد بمسرحية: «ما تشوف شر»، تأليف: فايز الخلف، وإخراج: باسم الهلالي، وبطولة عبدالله المزيني، ومطرب فواز. وتناقش المسرحية التي ستعرض طوال أيام العيد، على مسرح مدارس الرياض، مشكلة الأخطاء الطبية في المستشفيات الخاصة ومغالاة المستوصفات، الأهلية في تكاليف الخدمة العلاجية. أما الأعمال المسرحية المخصصة للنساء في احتفالات العيد، فتضم ثلاثة عروض، يأتي في مقدمتها مسرحية: «الركادة زينة»، وتعرض على مسرح مدينة الحكير الترفيهية بإشراف نسائي كامل، وتناقش المسرحية التي كتبها عبدالباقي بخيت، وتخرجها سمر سالم، عدداً من المشكلات الاجتماعية مثل التأثر بالشائعات وممارسات المشعوذين والرقابة على الأبناء في سن المراهقة، والمسرحية بطولة منال العيسى، وهند محمد ونوف إياد، ورفان كنعان. أما مسرح مدارس دار العلوم الأهلية للبنات بحي الفلاح، فيستضيف خلال احتفالات العيد المسرحية النسائية: «مكتب التطبيق»، تأليف عباس الحايك، وإخراج غرام جابر، وبطولة أمل حسين، وتناقش المسرحية معاناة عدد من الفتيات العاملات بمكتب للجوازات للنساء بإحدى المناطق الحدودية . ويشارك عدد من فنانات الخليج في المسرحية النسائية الكوميدية: «سواليف حريم»، والتي تعرض أيام العيد على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، وتدور أحداث المسرحية والتي تقوم ببطولتها أميرة محمد، وأغادير السعيد، وأمنية العلي، وسميرة الوهيبي، حول اختفاء رجل متزوج من ثلاث سيدات، يكتشفن أنه موقوف على ذمة قضايا مالية، في حين أنهن يسكنَّ في منزل مؤجر ويتم طرد كل منهن لعدم استطاعتهن سداد الإيجار، وتكون المفاجأة أن الزوجة الأولى تسكن في قصر كبير، بينما تجمع المعاناة الزوجات الثلاث الأخريات، فيقررن الحياة معاً، ويرفضن العودة للزوج بعد انتهاء المشكلة. وعلى مسرح مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، تقدم الكاتبة جواهر الدهيم، ضمن الفعاليات النسائية بالمركز مسرحية بعنوان: «الملقوفة» التي تناقش ظاهرة الفضول لدى بعض النساء وما يترتب على ذلك من مواقف محرجة، ومشكلات في محيط الأسرة والعمل. ويقوم ببطولة المسرحية عدد من الفتيات الموهوبات في مجال التمثيل المسرحي. أما على مسرح الطفل في احتفالات أمانة منطقة الرياض تأتي مسرحيتان، الأولى بعنوان:» سحر والعصفور»، والتي تحث الأطفال على الرفق بالحيوان والطيور، ويشارك في بطولتها عدد من الأطفال، وذلك على مسرح مركز الملك عبد العزيز التاريخي. في حين تعرض بمسرح مركز الملك فهد الثقافي مسرحية أخرى للأطفال بعنوان:» أمي الحبيبة»، من تأليف نورة العبد الله، وإخراج سميرة الوهيبي، وتهدف المسرحية إلى تنمية قدرات الفتيات الصغيرات على تحمل المسؤولية، ويشارك في بطولة المسرحية أغادير السعيد، وسماح غندور، وبمشاركة فرقة دنيا الأطفال. وتواصل أمانة منطقة الرياض ضمن برنامج العيد، احتضان فرقة الصم بالخرج والتي تقدم ثلاثة أعمال مسرحية تعرض على مسرح المؤسسة العامة لصوامع الغلال، الأولى بعنوان: « شاعر الجمهور»، ويعتمد على الأداء التعبيري بلغة الإشارة بينما يناقش العمل الثاني والذي يحمل عنوان: « أسرتي ومدرستي»، معاناة الصم في التواصل مع الآخرين داخل إطار الأسرة أو المدرسة. ويحكي الصم بأداء تعبيري رائع في المسرحية الثالثة بعنوان: « هموم وغموم»، الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. لقطة من بروفة مسرحية «ما تشوف شر» (تصوير: رشيد الشارخ) لقطة من بروفة مسرحية «شعبان والرومان»