كثيراً ما أزور استراحات الشباب المنتشرة في واحة الأحساء، وكثيراً ما يناقشونني عن المجلس البلدي ماذا سأقدم؟ وهل للمجلس -الذي أنا عضو فيه- دور فاعل، أم أنه مجرد صورة، وأين إنجازات السابقين، وما خطط الحاليين؟ وتتوارد الأسئلة كرشق المطر، حتى يصل بنا المطاف «هل صحيح يعطونكم مليون ريال تصليح أوضاع؟». وآخر «كم عوضوكم عن الحملات الانتخابية؟»، وثالث «ما هو راتبكم الشهري؟»، ورابع، مازحاً، لكنه يطلب الحقيقة «اعترف يا ابن الحلال وما بنعَلم أحد». وبين نوعي الأسئلة -الخدمية والمالية- يتوارى بعض الحقيقة التي تحتاج إلى شفافية، حيث التحفظ على بعض أسرار الاجتماعات والإرهاصات، وما وراء الكواليس، وما تحت الطاولات، ليكون الرد دبلوماسياً غير مقنع أحياناً، ويبقى الأوضح غير معلوم، وهو ما لعضو المجلس من مميزات مالية. في الأمس القريب (الخميس الثامن من ديسمبر)، تلقيت رسالة «sms» تم تحويل مبلغ 5733 ريالاً إلى حسابك البنكي». (وهي مكافأة عن 43 يوماً، أربعة آلاف للشهر). أرسلت رسالة واتس أب إلى أحد زملائي في المجلس «أشعر أنني لا أستحق هذه المكافأة؛ لأنني لم أصنع شيئاً للمواطنين حتى الآن». عاجلني زميلي بالاتصال، هدّئ من روعك، لقد جلست إلى الآن جلستين رسميتين، واتصلت كثيراً بزملائك في المجلس وبعض المسؤولين والمواطنين، وزرت بعض المدن والقرى والأحياء، واستقبلت المواطنين في ديوانيتك وأكرمتهم، وتلقيت الكثير من الشكاوى والاقتراحات، ورحت تعمل على بلورتها وفلترتها لعرضها على المجلس، ما يزال المشوار لدينا طويلاً يا صديقي. أراهن أيها الإخوة أن الكثير من الأعضاء المنتخبين لم يرشحوا أنفسهم من أجل مكافأة زهيدة، حيث معظمهم أصحاب مناصب أو رواتب، وأن ما دفعهم خدمة مجتمعهم ووطنهم (قلت الكثير وليس الكل). هذه – فقط- هي المزايا المادية التي لا يحتاج الرد عليها أي دبلوماسية، لقد أردت أن أسلط الضوء على بعض زوايا مجالسنا؛ ليعرف المواطن بشفافية ما يشاء.