يتدحرج التراجع في العلاقة بين حركة حماس وإيران ككرة الثلج يوماً بعد الآخر، فبعد رفض تقديم الدعم للنظام السوري، وإخراج الحركة لقيادتها من دمشق، وانتقادها ما يحدث من جرائم في سوريا بشكل علني، شكلت المشاركة الفاترة للحركة في فعاليات يوم القدس العالمي التي أقيمت في قطاع غزة على عكس الأعوام السابقة، تعبيرا على المدى المتدني التي وصلت له هذه العلاقات، في ظل حرص تنظيمات فلسطينية أخرى على التعبير عن علاقتها مع إيران بالاهتمام بتنظيم فعاليات كبيرة في هذا اليوم. هذه التطورات يصفها المختصون في العلاقة بين حماس وإيران بالوصول للحد الأدنى من العلاقة، وبخاصة بعد التحركات المكثفة التي تقوم بها حماس لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية المحيطة بفلسطين كالمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، إلى جانب النقلات النوعية التي حدثت في علاقتها مع عدد من دول الخليج العربي. الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر رأى أن ما جرى من مقاطعة حركة حماس للمشاركة في فعاليات يوم القدس العالمي هو بداية النهاية لتحالف سياسي سابق بين حماس وإيران، معتبرا أن الاختلاف العميق في وجهتي نظر إيران وحركة حماس حول ما يحدث في سوريا شكّل عاملا رئيسيا للوصول لنهاية هذا التحالف. وتابع أبو عامر ل» الشرق»: «حركة حماس انكشف لها بشكل جلي أهداف إيران في المنطقة والتي بقدر تقديمها كأهداف تجميعية إسلامية بقدر ما هي مذهبية فارسية»، منوهاً إلى أن عدم المشاركة بقوة في فعاليات يوم القدس العالمي جاء رغبة من حماس بعدم إغضاب حلفائها الجدد في مصر والخليج العربي. واعتبر الكاتب والمحلل السياسي أنه من الجيد أن تقرأ حماس تحالفاتها جيدا بالنظر لمصلحة القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا لا يعيبها بأي شكل، مضيفاً: «إيران مستعدة للتحالف مع أي شخص في سبيل خدمة مصالحها وأهدافها في منطقة الشرق الأوسط كما تحالفت مع الولاياتالمتحدة عند احتلال العراق وأفغانستان، ومن حق حماس أن تغيّر تحالفاتها بناء على ما انكشف لها من معطيات جديدة». ويتفق رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حركة حماس وسام عفيفة مع «أبو عامر» معتبرا أن حركة حماس تحاول أن تتجه نحو الاتزان وأن تبتعد كثيراً عن محور النظام السوري وإيران وحزب الله والذي وضعت فيه رغماً عنها على حسب قوله. ويرى عفيفة أن العلاقات بين حركة حماس وإيران لن تصل إلى حد القطيعة الكاملة في الوقت الراهن وسيبقي كل طرف حريصا على إبقائها في الحد الأدنى نظراً لبعض المصالح بين كلا الجانبين. واعتبر عفيفة أن حركة حماس دفعت خلال الأعوام الماضية ثمن علاقتها بإيران من خلال مقاطعة كثير من الدول العربية والإسلامية لها للضغط عليها لفك ارتباطها بإيران، مبيناً أن خطوات حركة حماس الأخيرة بالانفتاح على كل دول المنطقة وخصوصاً العربية منها هي أفضل بكثير من ارتباطها بإيران.