أكد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية ما انفردت به « الشرق» عن خروج قادة المكتب السياسي لحركة حماس من العاصمة السورية دمشق، بمن فيهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وتخفيض مستوى العاملين في مكتبها إلى أقصى درجة. وقال هنية في حديث لقناة «الرأي» الكويتية إن قيادة حماس ستخرج من دمشق نظراً للظروف الموجودة في سوريا إلى مدد طويلة حتى تستطيع أن تتابع عملها وشؤون قضية فلسطين. وأضاف هنية في أول تعليق رسمي لقيادي في حركة حماس على قمع النظام السوري للثورة أن حماس لا تستطيع أن تنكر أن سوريا شعباً وقيادة احتضنت المقاومة، وفتحت أبوابها لقادة الحركة بعد قرار الإبعاد من الأردن، «لكن ما يجري في سوريا اليوم شيء صعب على كل إنسان عربي، فضلاً عن أن يكون فلسطينياً أيضاً، فالدماء السورية دماء عزيزة علينا» حسب قوله. ودعا إلى إنصاف حقيقي وجدّي ومسؤول لصوت الشعب السوري ولطموحه وآماله وتطلعاته، لأن من حقه أن يعيش كريماً عزيزاً في ظل ديمقراطية، وإصلاح، وتعددية سياسية، وقانون للأحزاب ومجلس شعب منتخب، وهذا ما تستطيع حماس أن تقوله وهذا ما نصحت به. وحول ما إذا كان قادة حماس سيغادرون سوريا، قال هنية: «الآن قيادة حماس تخرج نظراً للظروف الموجودة في سوريا إلى مدد طويلة حتى تستطيع أن تتابع عملها وشؤون قضية فلسطين». وكانت «الشرق» قد انفردت في عددها الصادر بتاريخ 10-12-2011 بنشر معلومات عن خروج قادة المكتب السياسي للحركة من سوريا بعد رفضها مناصرة النظام السوري ضد الثورة. وعلل وسام عفيفة رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حركة حماس إعلان إسماعيل هنية خروج حركة حماس من سوريا في هذا التوقيت، بعد امتناع قيادات الحركة عن تأكيد الخبر على مدى ما يقرب من شهرين، بأن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين في حمص وغيرها من المدن السورية لم تترك مساحة لسياسة الباب المفتوح المغلق في ذات الوقت، مشيرا إلى أن المواقف التي اتخذتها بعض البلدان العربية ضد النظام السوري وبخاصة دول الخليج العربي وتونس وليبيا شجعت حماس على الإعلان عن هذا الموقف دون مواربة. واعتبر المحلل السياسي أنه من مصلحة حركة حماس الخروج من سوريا في ظل استمرار النظام في قمع الثوار ووجود بدائل أخرى عن العاصمة السورية دمشق لممارسة العمل السياسي بمنتهى الحرية، موضحاً أن الخروج من سوريا سيكفل لحركة حماس ضمان جلب أكبر اهتمام للقضية الفلسطينية وعدم بقائها في بوتقة واحدة هي محور سوريا وإيران. وأضاف عفيفة ل»الشرق» أنه بعد المتغيرات السياسية التي خلقها الربيع العربي في عدد من البلدان العربية والإسلامية لم تجد الحركة صعوبة في توزيع قيادتها على عدد من الدول التي لا تفرض شروطاً على الحركة كمصر وتركيا وقطر وتونس.وفي ذات السياق علمت «الشرق» أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أعطى الضوء الأخضر لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بالإقامة في العاصمة الدوحة بشكل دائم، كما وافق المجلس العسكري الأعلى المصري على استضافة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق والسماح له بالإقامة بشكل دائم في العاصمة المصرية القاهرة.