المخرج باسم الهلالي قد تتسبب الأوضاع السلبية في مجتمع ما، الناتجة عن إهمال مؤسسات مهمة لصميم عملها، التي عادة ما يكون لها دورها الحساس في تصعيد بعض الأمور على المواطن. إبداع بعض الكتاب والمؤلفين والممثلين في تجسيد واقع هذا المجتمع من خلال مشاهد درامية لها وقعها على المشاهد وأثرها، لتحريك مشاعره وإيقاظ بعض المسؤولين من سباتهم العميق، لأن المواطن لم يعد يحتمل تكرار المزيد من المآسي. مسرحية «ما تشوف شر» من تأليف: فايز الخلف، وإخراج: باسم الهلالي، وبطولة: عبدالله المزيني، ومطرب فواز، وسلطان الرفاعي، وأحمد العليان، التي ستعرض خلال أيام العيد الثلاثة في مدارس الرياض، ستحاكي واقعا مريرا يعيشه مجتمعنا وهو استغلال المستشفيات الأهلية للمواطن وإنفاد ما لديه من أموال في أمور وهمية، كما ستحكي عن واقع المستشفيات «الحكومية» التي ليست أقل سوءا من «الخاصة» وذلك في أخطائها الطبية التي أودت بحياة كثيرين دون أي تقدم أو تحسن ملحوظ في أداء هذه المستشفيات لعملها. بداية يؤكد مخرج العمل، باسم الهلالي ل»الشرق»، أن اختيار النص كان منذ العام الماضي، وكان سبب اختياره للمشاكل التي نسمعها كثيراً عن واقع المستشفيات الحكومية والخاصة، وقال: «بناء عليه كتب المؤلف هذا النص بهذه الصورة، وأعجبت شخصياً بالنص لطرحه المميز»، وعن أي اعتراض على النص سواء من قبل أمانة الرياض وغيرها، أكد الهلالي، أنهم لم يواجهوا أي مشاكل من هذا القبيل، واصفاً أن أغلب المسرحيات الحالية جريئة وعليها أن تكون كذلك، وأوضح الهلالي: «لو أننا جلسنا نجامل أنفسنا، ونؤكد أنه ليس لدينا أي مشاكل في البلد ونضحك الجمهور دون أي فائدة أو هدف فلن ننجح بكل تأكيد»، لافتاً إلى أن المسرح يعد من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية التي تربط المشاهد بالمشكلة بطرق مسلية ونقدية بحتة، بحيث تكون المشكلة أكثر عمقاً وتأثيراً في نفس المشاهد من باقي الوسائل الإعلامية. وأبان الهلالي، أن الفساد بكل أنواعه أصبح متفشيا وظاهرا للعيان، وأن الحكومة مهتمة بهذه المسألة منذ سنوات، مضيفاً: «هناك هيئات حكومية تعنى بمشاكل المستشفيات غير وزارة الصحة، مثل هيئة الغذاء والدواء، حيث إن هناك رقيبا قويا على هذه الوزارات من جهات مختلفة، كما أننا سنتطرق في حديثنا عن المستشفيات الأهلية، والجشع الذي يتعرض له المواطن أثناء زيارته لطبيب في مستشفى أهلي. ومن المعلوم أن هناك أمورا قد لا يحتاجها المريض، مثل فحوصات طبية بعيدة كل البعد عن المرض المصاب به المواطن، وغيرها لا يحتاجها أبداً، كما سنتطرق إلى الأخطاء الطبية في المستشفيات الحكومية، التي أودت بعدد من الأرواح الصغيرة البريئة مؤخراً، ولم تنصف حتى الآن». كما أشار الهلالي، إلى أنه ليس هناك دعوة رسمية لدعوة مديري المستشفيات الحكومية وأصحاب المستشفيات الخاصة لحضور العمل المقدم في أيام العيد، لكن المسرحية عامة للجميع، ويمكنهم حضورها، أما لو طلب منا عرضها بشكل خاص لهم فستتغير طريقة العرض حتى في الإخراج، وفي طرح القضية نفسها للعناصر هذه فقط». أما الوصلات الغنائية في المسرحية، وإمكانية تعرض المحتسبين لها في كل عام، فشدد الهلالي أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال أن يتعرض أحد لمسرحيته بأي شكل من الأشكال، مضيفاً: «لا أعتقد أن تحدث مثل هذه المشاكل، فقد كانت قديمة وانتهت، حيث إن المسرحيات التي تعرض لها بعض المتحمسين، كانت بسبب فكرة المسرحية والقضية المطروحة، التي جاءت محل اعتراض المتشددين والمتحمسين عليها، ولكن لا أعتقد أن يأتوا بسبب أغنية موسيقية، ولا أتمنى أن نصل لهذه المرحلة». من جهته قال بطل مسرحية «ما تشوف شر»، أحمد العليان ل»الشرق»: إن الحديث في المسرحية سيكون عن المستشفيات الحكومية وأخطائها الطبية التي لا تنتهي، وعن المستشفيات الأهلية، وعن ارتفاع الأسعار فيها، إضافة إلى استغلالها المرضى بطرق غير شرعية في إجبارهم على عمل فحوصات طبية لا داعي لها بغرض الكسب المادي، قائلاً: «إضافة إلى ارتفاع أسعار الإقامة فيها حيث تجد أن الإقامة في المستشفى الخاص ليوم واحد أغلى من ليلة في فندق ست نجوم». وعن جرأة النص وفيما لو واجه الفريق مشاكل لاعتماده، أوضح العليان، أنهم لم يواجهوا أي مشاكل، معللاً ذلك: «لماذا نسميه نصا جريئا، أصبحنا نرى كل شيء على حقيقته، ولا بد من الحديث عنه، كما أن الصحف والتلفاز أظهرا كل شيء على واقعه، لذلك من الطبيعي ألا نظهر بشكل غريب وكأن الأمور لدينا على ما يرام ولا نواجه أي مشكلات». مشيراً إلى أن المواطن لم يعد يثق في أي طبيب من الوهلة الأولى، مرجعا ذلك إلى احتمالية منحه أي مرض على مزاجه دون التأكد، وأضاف: «أصبح المواطن يتعامل مع الأطباء مثل تعامله مع الورش في الصناعية، أي أن يذهب لأكثر من طبيب لكي يعرف المشكلة التي يواجهها».