رمضان حادي الأرواح إلى مواعيد الأفراح.. ليلة خير من ألف شهر وخاتمة فيها عتق للعبيد ، وعيد أي عيد!.مجموع ذلك يجعل الجيوش الإيمانية والفيوض الرحمانية التي تغشى فؤاد المؤمن بين رمضان والعيد تضاهي ذلك التوشيح الصوفي الصنعاني الذي كلماته : الشوق في أضلعي توقد…والشوق قد أسكر الفؤاد لمن له العشق قد تأكد …يارب حقق لنا المراد الكون أغراك بالأدلة …والنفس قد زانها اليقين (ماعاد في الروح )أي علة …العشق بالعشق يستبين يارب روحي قد ارتوت…والقلب أدلى بماحواه…هواك في القلب ماهواه! عند لحظات الارتواء هذه تنحر روح التشاؤم التي عكسها بيت المتنبي (عيد بأية حال.؟)ويصير الترديد الاجتماعي لغوا شعريا لامكان له من الروح المترعة بالأمل واليقين.اليقين الذي تكرر في الموشح بعاليه أربع مرات ب(قد)..وما باح به من الفرح أعظم..العيد شرع للفرح ،لا لتذكر الآلام ..وغسل الروح من درن الآثام ..والغريب أنه بالرغم من الرفاه الاقتصادي الذي ننعم به إلا أن مظاهر البهجة بالعيد لدينا يعكرها جو بيت المتنبي المتشائم الموحش،ولاحظوا كم يتردد كعنوان صحفي وكتابي في أدبياتنا!وقارنوه فقط بكلمات أغنية المطرب اليمني علي بن علي الآنسي الشهيرة التي أذيل بها المقال اضحك مع الأيام …وأبرد من الأوهام …واسبح مع الأنغام …وافرح بهذا العيد (آنستنا ياعيد)..سلم على أحبابك.. وأهلك وأصحابك…(وقل لمن عابك :مبروك عليك العيد)…! لله درك ياعباس المطاع على كلماتك الرقيقة النبيلة وهكذا فليكن العيد..