يملؤني الصمت بالعطش وتبدو الأمسيات موحشة .. مقفرة .. مهمومة .. بالانشطار.. طال الانتظار وأنا أرقب انبلاج الصبح من كفيك .. وهذا صوتكِ المعفر بالهيل والقرنفل يرحل أبداً في إصغائي!! كل مساء.. تأتين إلى شرفتي عصفورة تلجأ إلى سواعد الظلام لبثه حكايات الوجد فينبثق النور حيث تكونين!! تنبعثين في صدري حنينا معتقا فأنهمر سيبدأ من جديد.. ظللت أركض بعيداً عن يأسي .. أطارد الفرح المتفتح بوجهكِ.. كنِت أبداً تطرقين هنيهة ثم تلكزين العمر ليجمح في ساحة السبق ويكسب!! أنا الذي شيدت لكِ بيتاً من النغم .. وفرشت لكِ أضلعي بالهتاف.. ووقفت أنتظر!! ما أبصرت عينيك إلا ورحبت نفسي وارتقي الأمل حتى أصبح صارية لا تطال!! انتشر ما بين شمسكِ وظلكِ ما بين ضفافكِ .. وهجيركِ ..وأظل أبداً الطفل الذي يطلب الفرار!! أخضر .. أخضر أنتِ هذا المطر الذي يهطل في داخلي فيصبح القلب أخضر .. والنبض أخضر .. والفرح أخضر!! الشمس ما أشرقت الشمس إلا ورأيتكِ قادمة تحملين الدفء للأرض والأشواق!! الذكريات الذكريات جزء من الإنسان لا يمكن أن ينساها .. أو يهملها مهما كانت حلوة .. أو مرة!! الماضي كلما تذكرت الأمس اندلع الحنين في أضلعي فلم أعد قادراً على المزيد من التذكر!! في الصميم اليوم الوحيد الذي يشعر فيه الإنسان بالانشراح ذلك الذي يبدأ بالصفاء وينتهى بالرواء!! أنا .. وقلبي .. والحب الكبير .. !! ما بين حبة الرمل والأرض .. حب كبير . ووشوشات كثيرة .. وهمس دائم. إنها لغة العشق الذي يتوسد القلب والعين .. ويمشي في كل الشرايين .. ويرتسم على الأكف حنيناً .. وحناناً!! إنه التوحد الأغلى .. فلا شيء في كل الدنيا يسع هذا الاحتدام ما بين البوح والصمت .. ما بين النور والظلام تبدو كل الأشياء قابلة للازدهاء .. قادرة على إشعال فتيل الانتباه!! لكن .. الحب أبداً لهذا القلب الملتفح بالبياض .. والنقاء .. والوفاء.. كلما اتجهت القوافل للرحيل .. وأعلن الزمان الوداع .. بقيت أنا .. وقلبي .. وهذا الحب الكبير..!! أحلى الكلام قال الشاعر: لا تلقيني في لجة هذا الكون المحموم في قبضة هذا الأفق الدامي الجهم المسموم فأنا أحمل في أعماقي جبن المهزوم وتباريح السيف المثلوم لا تلقيني في هذه القفرة .. حيث الوحشة حيث الغول .. وحيث البوم ودعيني في واحة عينيكِ أسافر ما بين غدير وكروم