في حياتك ،أنت معرض للهجوم أياً كنت، سواء كنت خادما أو ملكا، مواطنا أو مقيما، كاتبا، لاعبا ،أو حتى سائق تاكسي .. سواء كنت إنسانا أو حيوانا أو قطعة جماد أو كائنا فضائيا، حياً أو ميتاً فلا زال المسلمون “يتناكشون” حول الأحق بالخلافة ولا زالوا يهاجمون معاوية وعلي وعمر والمأمون .. ستجد من يهاجمك بسبب أو بدون سبب كن مستعدا للتصدي وليس للارتداد .. هيئ نفسك للطعن والخذلان والزيف والأقنعة. فالقرن الواحد والعشرون سيشهد ثورة في العلاقات الإنسانية الطبيعية والحراك الاجتماعي غير الطبيعي .. إذا حدث وهاجمك جاهل فتجاهل وإن هاجمك عالم فاعلم أنك في المقدمة وانطلق .. تذكر دائماً أنك لا تعجب الناس جميعا ولن ترضي الناس أجمع .. ولن يرضى عنك الأضداد حتى تتبع ملتهم ولا تنسى أبدا أن الناجح مُحارب وأن المُنجز مُراقب حتى الحكام لم نجد بالتاريخ شعوباً أجمعت بالولاء ولم نجد حكاما أشبعوا وأرضوا شعوبهم .. على كل حال تجد هناك أحزابا معارضة و مخالفة .. ستقابل أناسا كثيرة تخالفك لكي تعرفها .. فارمِ كل العبوات الناسفة خلف ظهرك وخذ ما يؤخذ بالاعتبار فمحمد الكريم الأمين صاحب الرسالة طُرد من مكة وبدأ التاريخ من عام الهجرة .. و حوصر الخليفة عثمان بن عفان في داره وهو يقرأ القرآن من قبل الخوارج حتى قتلوه .. واُعتقل شيخ الإسلام ابن تيمية وكثر مخالفوه ومناظروه من التتار والمغول رغم كل ما قدمه في خدمة الإسلام بل توفي بالسجن .. واضطهد الإمام أحمد بن حنبل وجُلد وعُذب وهوجم في عهد المأمون ولم يتراجع عن رأيه في فتنة خلق القرآن .. حتى وإن كنت تستحق الهجوم كما تلقى الرئيس الأمريكي جورج بوش زوجاً من الحذاء المحترم على وجهه من قبل صحافي عراقي عام 2008، في النكتة الأظرف في التاريخ، ستتلقى ردة الفعل على كل حال .. الهجوم وارد والانفعالات دائمة ممن حولك كما حدث وهوجمت على مقالتي السابقة وتلقيت الشتائم والعظائم بل نعتوني بنفس عنوان المقالة ولكن نحن نشفق على من يزعجنا بانتقاداته كما أزعجناه بإنجازاتنا .. الزبدة: عندما تتلقى هجمة لا تكتفِ بالحراسة .. بل روض الدفاع واستعد للهدف.