حذر برلمانيون وسياسيون عراقيون، من مخاطر عودة الإرهاب الطائفي إلى منابعه، فيما انتقد التحالف الكردستاني تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول تركيا، وعدها نوعا من إثارة المشكلات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. وكان المالكي حذر من انتشار رقعة الأزمات الطائفية في المنطقة، لاسيما «تلك التي تحرض وتتدخل في شؤون الدول الأخرى» مؤكدا أن بلاده ستتجاوز «المد الطائفي والإرهاب» بعد أن واجهته ونجحت في تجاوزه سابقا، وقال خلال احتفالية أقامتها وزارة الشباب والرياضة العراقية، بمناسبة يوم الشباب العالمي «إن الدول التي تتبنى النهج الطائفي والعنصري تستغل الشباب لتحقيق أهدافها المريضة، ويجب ألا نسمح بذلك، وألا نترك مساحات للتدخلات الإقليمية والتجاوز على أمننا وسيادتنا». وقال سعد المطلبي، القيادي المقرب من المالكي ل «الشرق» إن تصريحات المالكي تظهر مخاوف عراقية حقيقية من نتائج عودة الإرهاب إلى منابعه، مشددا على أن المالكي حينما تحدث عن هذا الإرهاب الطائفي لم يكن يقصد دولة بعينها، أكثر من توصيفه للحالة كتحليل استراتيجي، وأراد أن يوصل رسالة واضحة إلى جميع الأطراف المجاورة للعراق جغرافيا. وأشار المطلبي إلى أن التجربة العراقية خلال الحرب الطائفية عامي 2006 و2007، تثبت بما لا يقبل الجدل، أن أغلبية القوى السياسية – إن لم يكن جميعها – غير مستعدة لإشعال فتيل هذه الحرب من جديد، بسبب أجندات خارجية، إقليمية كانت أم دولية، في سياق ما يجري الآن في سوريا من تداعيات خطيرة، يمكن أن تؤثر على العملية السياسية العراقية برمتها. بدوره، وصف النائب عن ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر، موقف العراق تجاه الأزمة السورية، بأنه متميز، وهو أعلى وأفضل من موقفي تركيا وإيران،من جانب آخر، انتقد التحالف الكردستاني تصريحات المالكي التي اتهم فيها تركيا بالتعامل مع إقليم كردستان كدولة مستقلة. وكان المالكي قد قال في مقابلة مع قناة تركية السبت، إن أنقرة تتعامل مع إقليم كردستان كدولة مستقلة، وقال النائب عن التحالف الكردستاني قاسم محمد قاسم إن تصريحات المالكي «تمثل استنساخا لمواقف كانت تصدر عن النظام السابق يتهم فيها الأكراد بالانفصالية».