جازان – أمل مدربا «إليكسا»:مستخدمو الإنترنت العرب الأكثر ارتيادًا للمواقع الإباحية.. و المملكة في المرتبة11عالمياً. إبراهيم : تؤدي إلى خلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي يشاهدونها. أبو القاسم: الأمم المتقدمة أدركت مكانةالطفولة ..وأجهزة الإعلام تحاصر الطفل لترسم له طريقاً لحياته. تُركت وسائل ووسائط النشر والتواصل الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لتربي الجيل الحالي وتبني الطفل المسلم ثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا، في عصر تلاشت فيه الحدود المعرفية، والثقافية، وفي ظل ثورة علمية تكنولوجية واسعة، لم يعد الكتاب ولا المدرسة، آلة للتثقيف فيه، ولم تعد المساجد حافلة بحلقات التحفيظ كسابقها. و حذر تربويون، ونفسانيون، وعلماء اجتماع، من خطورة ما يُقدم للطفل من ثقافات عبر الوسائط الإعلامية مثل التليفزيون والفيديو والإلكترونيات المختلفة أو عبر فضاء الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وصولا للمواقع الإباحية، والإلحادية. ونشرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في تقريرها السنوي لتقنية المعلومات وصل العدد الإجمالي لمستخدمي الإنترنت في المملكة لعام2011 إلى 11.4 مليون مستخدم، ونسبة الشركات التي لديها مواقع على الإنترنت في المملكة وصلت إلى 47%، بينما وصل العدد الإجمالي لاشتراكات الهواتف المحمولة إلى قرابة 52 مليون. وكشفت دراسة حديثة أنه في ظل صراع محموم من قبل الكثير من القوى السياسية والإعلامية للخروج بفضائيات جديدة، شهد العالم العربي نموا كبيرا، وحققت قنوات التلفزيون الفضائية المجانية في العالم العربي نموا بنسبة 19.3%، وذلك في الفترة من (مارس) 2011، حتى (أبريل) 2012، حيث وصل عدد قنوات التلفزيون الفضائية المجانية التي تبث للعالم العربي إلى 642 قناة. واستنادًا إلى موقع الإحصاء الشهير “إليكسا”، فإن مستخدمي الإنترنت في الدول العربية يعدون هم الأكثر ارتيادًا للمواقع الإباحية، فمن إجمالي 24 دولة تأتي في الصدارة، توجد 14 دولة عربية، أي ما نسبته 60% من القائمة، تمثل المملكة فيها المرتبة (11) بين دول العالم. ضعف الوسائل يقول محمود رياض(أحد القائمين على حلقات التحفيظ في المساجد)”منذ عشر سنوات، وأنا أعمل في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وبمقارنة بين الماضي والحاضر يتضح الفرق جليا، أصبحت الحلقة الواحدة تضم ستة، أو سبعة فقط، بخلاف الماضي الذي تجاوز العدد فيه للحلقة الواحدة أكثر من 15طالبا،حرصوا على تجويد القراءة والحفظ المتقن، ودورية المراجعة، أما اليوم حتى من يحضر إما أن يكون حافظا دون تجويد لقراءته أو مجودا مفتقرا للحفظ المتقن.”، فيما أرجع أحمد صالح عدم الإقبال على حلقته كما في السابق، لضعف وسائل الجذب، وعدم مقدرتهم على مواكبة مغريات العصر، مما دفعه للابتكار في طريقة تلقينه لطلابه، تحبيبا لهم، ورغبة منه في جذبهم، ومحاولا قدر الإمكان استغلال ما يقع تحت يده من معطيات تصرف لهم. صعوبة الحفظ وقالت مريم موسى(إحدى العاملات في دور تحفيظ القرآن) “يرافق التنوع في الأعمار كل حلقة عندنا، ما دفعنا لتقسيم الحلقات إلى صغيرات السن، والمراهقات،ثم الأكبر سنا،أما على مستوى الكثافة، دائما ما تكون حلقة كبيرات السن ما بين 40 فما فوق هي الأكثر عددا، وتكون حلقة المراهقات الأقل، ويتوسط الإقبال على حلقات الصغيرات، إلا أنه تواجهنا صعوبة الحفظ والإتقان لديهن، ما يدفعني للظن بجبرهن على الحضور من ناحية أهاليهن.” مقاطع إباحية وترى رجاء محمد”مديرة إحدى المدارس الابتدائية” تراجعا كبيرا في مستوى الطالبات، في السنوات الأخيرة، وربما أصبح من العادي جدا وجود طالبات في الصفوف الابتدائية العليا، لا يستطعن القراءة، والكتابة، وحين تسألهن عن برامج التلفاز تجد إحاطتهن بكل ما يعرض، ومعرفتهن لكل الأمور، حتى أنها لا تستغرب كثيرا وجود “بويات” في الصف الرابع، أو الخامس، وترى أن الانفتاح غير المضبوط بقواعد محددة،هو ما نسج هذه الفئات، لدرجة أن تجد بعض الطالبات يحضرن للمدرسة، أجهزة تخزين تحتوي على مقاطع إباحية”. وعي تربوي وتبين هند أحمد”معلمة” صعوبة تربية الأبناء عن السابق”وقالت” تتطلب التربية وعيا كبيرا من الأهل، تحتاج للين في غير ضعف، والحزم في غير عنف، حتى لا يتمرد الأبناء، ويعلنون العصيان على والديهم، فيجب أن تكون الرقابة الأسرية رقابة غير مباشرة دون أن يشعر الطالب بها لحمايته مما يبث على مدار الساعة فالرقابة الذاتية تتم عندما يسعى المجتمع من خلال مؤسساته المختلفة المعنية بعملية التنشئة الاجتماعية لغرس هذه الرقابة الذاتية لدى أفراده، للحفاظ على القيم والأخلاقيات من أي انحرافات سلوكية”. كلمات مرور وتقول ليلى خالد”أم لسبعة أطفال”وفرت لأبنائي جميع احتياجاتهم، حتى أجهزة الجوال مع أن أكبرهم لا يتجاوز الثانية عشر، وكنت حريصة على ألا ينقصهم عن أقرانهم شيئا، رغم تحذيرات أهلي لي من خطر ما أقدمه لأطفالي، بيد أنني لم أشأ أن أجعلهم يعيشون خارج عصرهم، رغم صعوبة الوضع، محاولة أخذ دور الرقيب عليهم، ولكون معرفتي ضعيفة بأكثر هذه الأجهزة، غالبا ما استعصى علي فتح أجهزة أبنائي، خصوصا بعدما أغلقوها بكلمات مرور، حالت دون دخولي عليها” دور الرقيب وتجد سارة خواجي أن هذا العصر يحتاج لوعي كبير من قبل الآباء والأمهات، ومع هذا التطور والانفتاح، على الآباء أن يطوروا من أسلوبهم في التربية، فلن يجدي دور الرقيب ولا دور المانع، نحتاج لثقافة في تربية أطفالنا،وليس لنا أن نسير مع الحياة كما تتفق،سلبا وإيجابا،علينا أن نتفق مع معطيات عصرنا، ونجدد ثقتنا بأنفسنا ومقدرتنا على السمو بأبنائنا. أهمية الطفولة وأوضح الداعية الإسلامي ومأذون الأنكحة خالد أبو القاسم أن الأمم المتقدمة في عصرنا الحديث، أدركت ما للطفولة من مكانة سامية، لأنّ المستقبل لا يقوم إلا على أكتاف صغار الحاضر، عندما يكبرون ويتقلّدون دفة الحياة ومقاليدها، وقال “تشير الدراسات العلمية في هذا الصدد إلى أن أجهزة الإعلام تلقي بظلالها على الطفل المعاصر إيجاباً أو سلباً، حتى أنه يصعب عليه أن يفلت من أسرها، فهي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتحاصره من مختلف الجهات، وبمختلف اللغات، ليلاً ونهاراً، محاولةً أن ترسم له طريقاً جديداً لحياته، وتأتي وسائل الإعلام المعاصرة في مقدمة قنوات الاتصال التي ترفد الطفل بالأفكار والمعلومات والأنباء وتحقق له التسلية والمتعة، ولو لم يَسْعَ الطفل إلى وسائل الإعلام فإن هذه الوسائل سوف تسعى هي إليه لتقدم له ما يدور حوله من أحداث، وما أفرزته الأدمغة البشرية من اكتشافات ومعارف، لاسيما بعد أن فرضت التقنيات المعاصرة وثورة المعلومات نفسها عليه، فأصبح طفل اليوم أسيراً لهذه الوسائل تحاصره في كل وقت وفي كل زمان، فلا يستطيع الفكاك منها أو الحياة بدونها، حتى أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، نظرا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الملايين من الدولارات بسبب استهدافها شريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار، وهي شريحة الأطفال والشباب واليافعين و تنامى إعلام الطفل، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في ممارسات وعادات المجتمعات الغربية “. مسؤولية مشتركة ويؤكد أستاذ علم القراءات المشارك في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور عادل إبراهيم أن مسؤولية الأبناء مشتركة بين البيت والمدرسة والمسجد وأجهزة الإعلام والثقافة ومن المجتمع بشكل عام، ولابد أن ينتبه الجميع إلى خطورة تأثير وسائل الإعلام على الأطفال إذا لم توجه بشكل صحيح وتحت مراقبة وتوجيه من الوسائط التربوية، كي تكون وسائل بناء وتربية، وليست وسائل هدم وفقدان هوية للأطفال، ودور الأسرة لا ينتهي عند وضع الطفل أمام الجهاز، وليس لنا أن ننتظر من وسائل الإعلام أن تقوم بدور المربي بالنيابة عنا فالاهتمام بالطفل قبل السادسة والحفاظ عليه من كل ما يمكن أن يكون له أثر سلبي على شخصيته يندرج تحت دور الأسرة الكبير الذي يتمثل في تفعيل الدور التربوي للأبوين، وتقنين استخدام وسائل الإعلام المختلفة داخل البيت، فلا يسمح للأطفال بالبقاء لمدة طويلة أمام هذه الوسائل دون رقيب، وتقليص الزمن بالتدريج وأن تترك الأجهزة في مكان اجتماع الأسرة بحيث لا يخلو بها الطفل في غرفته، ويصبح من الضروري أن يشاهد الكبير مع الصغير، وأن يقرأ الوالدان مع الأبناء، ولا يترك الصغار هدفًا للتأثيرات غير المرغوبة لثقافات غريبة، عن مجتمعنا العربي المسلم ونقف نحن الكبار نشكو من الغزو الثقافي للأمة فالرقابة على ما يعرض للأطفال، والبقاء معهم أثناء العرض من أجل توجيه النقد ينمي لدى الطفل القدرة على النقد وعدم التلقي السلبي ولا ينبغي أن تغفل وسائل الترفيه الأخرى كالخروج، والنزهات، واللعب الجماعي وغيرها، فلها أثرها على عدم المتابعة، وعدم الالتصاق بهذه الوسائل الإعلامية، وتقليل حجم التأثر السلبي” بديل إعلامي ويرى إبراهيم أن على القائمين بالاتصال بالطفل عبر وسائل الإعلام والمتخصصين في أقسام برامج الأطفال دورًا كبيرًا في الاهتمام بالطفل وفي الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لأطفالنا من خلال توفير البديل الإعلامي والثقافي الإسلامي ليكون متواجدًا جنبًا إلى جنب مع المنتج الإعلامي الثقافي الأجنبي في عصر الفضاء وعصر المعلومات، ويكون ذلك عبر إبراز التاريخ الإسلامي وأبطاله الذين تحفل الصفحات بأحداثهم وخبراتهم، وليكن القصص القرآني الكريم النبع الأول التي تستقى منه هذه البطولات وصور القدرة مثل قصة فرعون وموسى، كما يمكن أن تحل شخصيات إسلامية مثل عمر بن عبد العزيز والأئمة الأربعة وكبار العلماء والمسلمين محل أبطال الصراعات والعنف في الأفلام الكرتونية المدبلجة، والأبناء عندما يعيشون في أجواء الصالحين سيكبرون وهم يحملون همهم وطموحهم وأحلامهم، بيد أننا لا ننكر الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في إعداد البرامج المحلية بواسطة تربوية استشارية ومتخصصين في أقسام برامج الأطفال، وإعداد المواد الإعلامية التي تتناسب مع المراحل العمرية المختلفة، وتطوير الإنتاج المحلي على أساس عقائدي وبيئي وتربوي يُناسب الأطفال وحاجاتهم. آثار سلبية وأشار إبراهيم إلى العديد من الآثار السلبية منها نقل أخلاق ونمط حياة البيئات الأخرى إلى مجتمعنا، ونقل قيم جديدة وتقاليد غريبة تؤدي إلى التصادم بين القديم والحديث، وخلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي شاهدها الطفل العربي وأثرها السلبي على الأطفال التي تحمل قيمًا مغايرة للبيئة العربية، كما أن إبراز نجوم الفن والغناء والرياضة والتركيز عليهم يكون على حساب العلماء والمعلمين. وتصوير العلاقة بين المرأة والرجل على خلاف ما نربي عليه أبناءنا.و بناء ثقافة متناقضة بين معايشة ومنع ومشاهدة آخر، ولا يدري الطفل أيهما أصح. ومشاهدة العنف الشائع في أفلام الأطفال قد يثير العنف في سلوك بعض الأطفال، وتكرار المشاهد التي تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف كوسيلة استجابية لمواجهة بعض مواقف الصراعات، وممارسة السلوك العنيف، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة، إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال. ومن سلبيات هذه الوسائل السهر وعدم النوم مبكرًا والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية، بالإضافة على الأضرار الجسيمة والعقلية كالخمول والكسل، والتأثير على النظر والأعصاب وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة. وإثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق. الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: يجب عدم النظر لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه إيجابياً أو سلبياً في المجمل أصدر مجلس الاتصالات ووسائل الإعلام التابع للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في عام 2011 م تقريرا إكلينيكا تحت عنوان «تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين والأسر» وبدأ التقرير بالتأكيد على فوائد مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للأطفال والمراهقين، ومن بينها تعزيز مهارات التواصل وإتاحة الفرص لإقامة علاقات اجتماعية، و جاء في التقرير: «يحدث جانب كبير من التطور الاجتماعي والنفسي لهذا الجيل من خلال تواصلهم عبر الإنترنت والهواتف الجوالة وظيفتنا كآباء هي مساعدتهم في التعامل مع كل هذا بحكمة، مساعدتهم في فهم – وتجنب بعض المخاطر الاجتماعية والتبعات الناتجة عن ارتكاب أخطاء أثناء استخدام هذه المواقع. (يمكننا أن نتوقع النوع نفسه من الامتنان الذي نتلقاه نظير توجيهنا، ممتزجا بالطبع بقدر إضافي من الازدراء، في حالة ما لم ترقَ مهاراتنا الفنية لمستوى مهاراتهم) ويحتاج كل من الآباء والباحثين إلى التأكد من فهمهم لبراعة الطرق التي يتعامل من خلالها المراهقون مع مواقع التواصل الاجتماعي وأشار الباحثون إلى أنه من خلال فهم وجهة نظر المراهقين بشأن العبارات المؤلمة، والمحادثات السيئة ربما نجد وسائل يمكننا من خلالها أن نساعدهم في الدفاع عن أنفسهم ضد المخاطر الحقيقية للعنف الإلكتروني، كما رصدت الدراسة حالات الكثير من المراهقين الذين يعانون من مشكلات مرتبطة باستخدام الإنترنت، وولدت شعورا قويا أنه من المهم تجنب إصدار أحكام عامة بشأن مخاطر استخدام الإنترنت، وخلصت الدراسة بأنه “يجب عدم النظر لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه إيجابيا أو سلبيا في المجمل، وإنما كتأثير محايد»، كما أن«طريقة استخدامنا الأدوات هي التي تحدد تأثيرها علينا وعلى المحيطين بنا” وتناولت باكورة الأبحاث، المراهقين الذين أظهروا أدلة على سلوكيات خطيرة في ملفاتهم الشخصية، منها إرسال مواد تحوي ألفاظا بذيئة”. ثقافات ملغومة تقدم للطفل عبر وسائل النشر والتواصل الاجتماعي