قال مسؤول رفيع في حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء أمس إنه ليس مستبعدا في نهاية الأمر فرض منطقة طيران محظور فوق جزء من سوريا يبدو على نحو متزايد انه تحت سيطرة المعارضة المناهضة لحكومة بشار الأسد. وكان بعض المنتقدين الجمهوريين لأسلوب اوباما في معالجة الأزمة السورية قد طالبوا بتفويض دولي لفرض منطقة حظر الطيران لمنع الطائرات الحربية السورية من القيام بعمليات فوق مناطق معينة وكذلك بتسليح مباشر بدرجة أكبر لقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الأسد. وترفض الولاياتالمتحدة حتى الآن تقديم أسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة المتشرذمة ويقول مسؤولون أمريكيون انه من الصعب تحديد هوية الفئات ومن تمثله. وركزت واشنطن بدلا من ذلك على المعونات الإنسانية ومعدات الاتصالات وغيرها من أشكال المساندة غير المميتة. وقال جون برينان كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب “تدرس الولاياتالمتحدة دوما المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تتكشف عنها وبناء عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة”. واضاف قوله ان هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييدا. وقال “ان هذه أمور تدرسها الحكومة الأمريكية بعناية شديدة محاولة تفهم انعكاساتها ومحاولة تفهم المحاسن والمساوئ”. وسئل برينان خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية بشكل محدد أكثر عن منطقة الطيران المحظور فرد بقوله “لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد”. جاءت تصريحات برينان مع قيام حكومة اوباما بزيادة مساندتها للمعارضين السوريين وتسريعها للتخطيط لما بعد الأسد في سوريا. ومن المقرر ان تجري وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون محادثات عن سوريا في تركيا يوم السبت. وكانت قد قالت يوم الثلاثاء ان الانباء تفيد ان المعارضين يسيطرون على اراض من حلب الشمالية أكبر مدن سوريا حتى الحدود مع تركيا. ومع ذلك فإن الولاياتالمتحدة تتوخى الحذر من أن تتورط في صراع عسكري آخر وهي تسعى إلى أن تنفض يديها من الحروب في العراق وأفغانستان. وقال برينان دونما إسهاب “لقد فعلنا عدة أشياء لمساندة المعارضة.والكثير من المساعدات الإنسانية يجري هناك. وما نريد فعله هو أن نتأكد من أننا نفهم على وجه الدقة من الذين سيتلقون اي نوع من المساعدات”. واضاف برينان قوله انه مع أن القاعدة ستسعى إلى استغلال الوضع في سوريا “فإنه عند النظر إلى المعارضة السورية ككل نجد أن الغالبية العظمى منها ليست على غرار القاعدة. إنهم سوريون يحاولون حقا السيطرة على حياتهم ومستقبلهم”.