تراجع منتجا الفيلم الهوليوودي «محمد رسول الله» عن فكرة تجسيد أدوار الخلفاء الراشدين في الفيلم الذي تم الانتهاء من كتابته مؤخراً، بعد ردة الفعل السلبية تجاه ظهور الخلفاء الراشدين في مسلسل «عُمر» الذي يعرض حالياً على عدد من القنوات العربية والأجنبية. وكشف المنتج الكويتي محمد العنزي في حديث خاص ل «الشرق» أنه قرر اتخاذ هذه الخطوة، بالتشاور مع شريكه المنتج القطري أحمد الهاشمي، بعدما رأى ردة الفعل الرافضة لتجسيد الخلفاء الراشدين من قبل الفقهاء ومن قبل عامة الناس. وأبان أنه يحمل فتاوى تبيح تمثيل الصحابة بضوابط مشددة من قبل بعض العلماء، ومنهم الخلفاء الراشدون، لكن رأيت أنه من الأفضل عدم تجسيد الصحابة. ووجه العنزي نقده لمنتجي مسلسل «عمر»، مؤكدا أن وظيفة اللجنة الشرعية ليست قراءة النص فقط، بل لابد أن تتابع مراحل التصوير والمونتاج، وترى العمل قبل عرضه، لضمان عدم حدوث أي أخطاء تسيء للصحابة، رضوان الله عليهم. وكشف العنزي عن لجوئهم للاستعانة بإحدى التقنيات لظهور الخلفاء الراشدين، موضحاً أنها مشابهة، إلى حد كبير، بما استخدم في فيلم «أفتار»، من تقنية (ثلاثية الأبعاد) توحي بظهور الخليفة دون أن يمثل، مؤكداً أن استخدام هذه التقنية محل نظر، ولم يتم الاعتماد عليها بشكل نهائي. ولفت العنزي إلى أن الفيلم يحظى بدعم باري أوزبورن، منتج سلسلة أفلام «مملكة الخواتم» و«ماتريكس» بهدف تقديم عمل ضخم، معداً أن هذا الفيلم يعد ثاني فيلم سينمائي إسلامي يقدم في «هوليوود» بعد «الرسالة»، موضحاً أنه من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم، الذي تبلغ تكلفة إنتاجه 200 مليون دولار (750 مليون ريال)، عام 2013، وأن المشاورات مع استوديوهات الإنتاج السينمائي، وشركات التوزيع في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بدأت بالفعل، وأنهم سيستعينون، في الفيلم، بممثلين مسلمين ناطقين باللغة الإنجليزية، لافتاً إلى أن الفيلم «سيكون موجهاً لجميع المتحدثين بتلك اللغة العالمية، من المسلمين وغير المسلمين، بهدف التعريف بالإسلام ورسوله على نطاق واسع». وأشار العنزي إلى أنهم سبقوا ونظموا ورشة أولية قبل عامين، ضمت نخبة من أبرز علماء المسلمين حاليا، يتقدمهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور سلمان العودة، والدكتور طارق السويدان، والدكتور علي محيي الدين القرة داغي، ونخبة من العلماء والمفكرين والإعلاميين والمتخصصين. وناقشت ورش العمل الرسالة الأساسية للفيلم، الجاري الإعداد له حالياً، والأهداف الكلية المؤمل تحقيقها من ورائه، بالإضافة لكيفية التعبير عن كلام وأفعال الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وطبيعة عرض ما قد يعبر به عنه، صلى الله عليه وآله وسلم، مثل نور أو ظل أو غير ذلك. وأوضح العنزي أنهم طالبوا المشاركين بتحديد كيفية ظهور الصحابة، وضوابط ذلك، خصوصا الخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين، رضي الله عنهن، وبنات النبي، صلى الله عليه وآله، وكبار آل البيت الكرام، والصحابيات، لافتا إلى أنهم دعوا المشاركين للتفكير في كيفية معالجة وعرض أحداث الجاهلية من مظاهر فسق ومجون ووأد للبنات وما إلى ذلك، وكيفية إظهار وعرض المعجزات، وحدود ذلك، وكذلك طريقة معالجة الوحي وتنزله، إضافة إلى طبيعة القراءة للقرآن الكريم على لسان الممثلين، واختيار اللغة، وحجم الإتقان المطلوب. وأفاد أنه تم وضع الضوابط التي سوف يسير عليها كاتب العمل، مفيداً أن كتابة النص أوكلت لمجموعة من المتخصصين في كتابة السيناريو المحترفين الذين أنهوا كتابة النص وسيعرض على الورشة الشرعية لمعالجته بشكل نهائي، ومن ثم إقراره للبدء في تنفيذه، مبينا أن اللجنة الشرعية ستتابع كل مراحل العمل بدءا بالكتابة، مرورا باختيار الشخصيات، وانتهاء بتصوير العمل، حرصا على تقديم عمل فني بمعايير إسلامية وسطية لتحقيق الفائدة المرجوة منه. مشهد من فيلم «أفاتار» (الشرق)