ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    المملكة تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب .. غداً    فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    الحربان العالميتان.. !    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال إنّ إغفال الفتاوى للواقع الأوروبي يوقع المسلمين في مشكلات


جدة – نعيم تميم الحكيم
لا يمكن لعالم جليل أن يفتي في شأن اجتماعي لبيئة لم يدرسها بعين فاحصة.
أبدينا انزعاجنا من قوانين التضييق على حرية الممارسة الدينية وبالأخصّ ما يتعلّق بالنساء والفتيات.
نواجه تحديات اجتماعية في مجتمعات تميل فيها الأُسَر إلى التفكّك والتشظِّي.
نحاول تفويت الفرصة على مجهودات عزل المسلمين عن مجتمعاتهم الأوروبية وتشويه الإسلام وإشاعة الخوف من المسلمين.
الخلافات في العالم الإسلامي حول رؤية الهلال انعكست على مسلمي أوروبا.
إجازات الأعياد تتطلب اتفاقاً بين المؤسسات الإسلامية والسلطات الأوروبية وأرباب العمل.
أكد رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الدكتور شكيب مخلوف أن مسلمي أوروبا يعانون من طول نهار شهر رمضان خصوصا في شمال أوروربا لكنهم يستعينون بالله في الصيام ولا يلجأون لأي فتوى تبيح الإفطار لطول النهار مثل الدنمارك التي يصوم المسلمون فيها مدة 21 ساعة وهولندا التي يصوم مسلموها تسع عشرة ساعة.
وشدد مخلوف في حوار خاص مع «الشرق» على أن شهر رمضان المبارك هو شهر التألق بالنسبة لمسلمي أوروبا، ليظهروا سماحة الإسلام.
ولفت مخلوف إلى أن واقع العالم الإسلامي ومايجري فيه من تباينات على صعيد الأمة في الجدل حول دخول شهر رمضان وهلال العيد انعكس على مسلمي أوروبا، وأن العمل الإسلامي في أوروبا يعتمد أساساً على إمكانات ذاتية وإسناد أهل الخير، بينما حجم الأداء المأمول يحتاج إلى إمكانات مادية ضخمة وربّما إلى إسناد دول فإلى التفاصيل :
طول وحرارة رمضان
* بداية كيف تقرؤون المشهد الرمضاني في ظل الظروف الحالية؟
- يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في ظروف متميِّزة إجمالاً. فهذا الشهر الفضيل يحلّ علينا في ذروة أشهر الصيف، أي في موسم يطول فيه النهار كما لم يكن منذ سنين طويلة، وفيه أيضاً حركة سفر وتنقّل واسعة نظراً لموسم الإجازات، أي أنّ نسبة كبيرة من مسلمي أوروبا تجرِّب الحياة الرمضانية خارج البيئة المحلية التي تعيش فيها.
لكن في الإطار الأوسع، يأتي هذا الشهر الفضيل والأمّة تجتاز مخاضاً تاريخياً شاقّاً، تمتزج فيه أشواق الحرية والنهضة بآلام ودماء ومعارك. وما نعايشه من محنة الصومال والقرن الأفريقي وسط الجفاف والمجاعة والتشرّد يجعلنا نعتصر ألماً. وزيادة على ذلك، فإنّ القدس الشريف مازال يقاسي تحت الاحتلال، وفي مثل هذه الأيام أيضاً كان حريق المسجد الأقصى المبارك.
الجاليات الإسلامية
* كيف حال الجاليات الإسلامية في أوروبا؟ وكيف تقضي رمضان؟
-إنّ المسلمين في أوروبا منشغلون في هذه المرحلة بمسؤوليات عدّة، تبدأ من الحفاظ على الوجود المسلم في هذه القارّة والتعريف بالإسلام، وتشتمل على عناوين كثيرة؛ منها تعزيز فرص الأجيال المسلمة الصاعدة في مجتمعاتها الأوروبية، وتعزيز التديّن الرشيد ورعاية الأسرة وتشجيعها. وهناك أيضاً مسؤوليات كبرى مثل تنمية مشاركة المسلمين في الحياة الأوروبية العامة، وإقامة المؤسّسات التخصّصية الكفوءة في شتى المجالات، والتصدِّي للعنصرية الانتقائية والإسلاموفوبيا وموجة تشويه الإسلام والإساءة إلى المقدسات الإسلامية، والنهوض بالأداء الإعلامي، علاوة على تطوير التنسيق والتعاون بين المؤسسات الإسلامية ضمن البلد الأوروبي الواحد وعلى مستوى القارّة الأوروبية، وغير ذلك من العناوين.
ولا أبالغ إن قلتُ إنّ شهر رمضان المبارك هو شهر التألّق بالنسبة لمسلمي أوروبا. ففي هذا الشهر زادٌ كبير للمسلمين وأجيالهم في عموم هذه القارّة، وهو زاد ننهل من معينه الذي لا ينضب بحمد الله. ونحن نلمس أنّ رمضان ينهض بانشغالات مسلمي أوروبا ويرتقي بها.
خطط مؤسسية
* هل لديكم خطّة عمل معيّنة في شهر رمضان أم أنّ لكل جالية في الدول خصوصيتها؟
-عموماً نحن نعتني بإنضاج التوجّهات والخطط الجامعة للمسلمين في أوروبا ومؤسساتهم، فالخطط التنفيذية التفصيلية ينبغي أن تأتي من المستويات المحلية في الأقطار الأوروبية بما يراعي واقع كلّ بيئة وخصوصياتها ويتيح المجال للابتكار والتنوّع.
مظاهر رمضان في أوروبا
* ماهي أبرز مظاهر شهر رمضان لدى الجاليات الإسلامية في أوروبا؟
- يترك الصيام أثراً رائعاً في حياة المسلمين في أوروبا، فهو يعزِّر لديهم قِيَم التراحم والإخاء وفعل الخير. وتبرز في رمضان مظاهر الاجتماع؛ سواء الاجتماع على موائد الإفطار، أم الاجتماع على أعمال الخير، أم الإقبال على المساجد ركّعاً سجّداً. وفي هذا تجد الشباب مع الشيوخ وكذلك الأطفال. وعندما يأتي رمضان في أوقات الدوام المدرسي والجامعي والوظيفي، كثيراً ما ينعكس هذا بشكل رائع على صعيد التواصل بين المسلمين وغير المسلمين ويتعرّف الجمهور بالتالي على الإسلام الحنيف وسموّ تعاليمه ونُبْل مقاصده. إنّ رمضان هو أيضاً موسم الإنفاق الخيري، والتكافل الاجتماعي، وتكثر فيه لقاءات التعاون بين المؤسسات الإسلامية، كما تتوالى فيه إشارات الودّ للمسلمين من كبار المسؤولين كقادة الدول الأوروبية والوزراء والنواب وكذلك من الهيئات النقابية والدينية والمجتمع الأهلي. وفي هذا كلِّه ما يشير بوضوح إلى أنّ شهر رمضان هو موسم إيجابي للغاية في حياة مسلمي أوروبا وهو ينعش كلّ عام آمالنا في استنهاض الواقع نحو الأفضل باستمرار، بعون الله تعالى.
الفجوة المالية
* هل لديكم ميزانية لتمويل الأنشطة الإسلامية في أوروبا؟ وماهي أبرز هذه المناشط؟
-لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ميزانيّته وخططه المالية المعتمدة من هيئاته القيادية، كما أنّ شتى المؤسسات والمساجد والمراكز الإسلامية الكبرى في كل بلد أوروبي لا تستطيع الاستمرار دون تأمين ميزانيات لائقة بدورها وأدائها. لكنّنا في الجانب المالي نلمس عادة لدى مؤسسات مسلمي أوروبا فجوة بين الآمال والواقع، فالعمل الإسلامي في أوروبا يعتمد أساساً على إمكانات ذاتية وإسناد أهل الخير، بينما حجم الأداء المأمول يحتاج إلى إمكانات مادية ضخمة وربّما إلى إسناد دول. نحن في الاتحاد نسدِّد ونقارب في هذا، ونحشد الكثير من الجهود التطوّعية، مع حرصنا المستمرّ على تطوير مواردنا المادية باستمرار.
أمّا بشأن أبرز المناشط، فهي كثيرة وعصيّة على الحصر لأننا نتحدّث عن عمل على مستوى قارّة. فهناك الكثير من البرامج والمشروعات والمبادرات التي تتوزّع على مجالات الدعوة والتعريف بالإسلام، والتربية الإسلامية والتأهيل والتكوين على الكتاب والسنة الصحيحة مع مراعاة خصوصيات الواقع الأوروبي، ورعاية الشباب وشؤونهم، وشؤون المرأة والعمل النسائي، والإعلام والعلاقات العامة، والعناية بالوجود المسلم في شرق القارّة الأوروبية بما في ذلك البلقان وروسيا وأوكرانيا وغيرها، وكذلك تنمية الموارد البشرية والمادية لكي تكون قادرة على النهوض بالمسؤوليات والأدوار المتعاظمة.
مضايقة المسلمين
* هل هناك دول أوروبية تضايق المسلمين بسبب صيامهم؟ وكيف يتمّ التعامل معهم؟ وهل هناك جهات أوروبية تمنع المسلمين من الصيام بساعات عمل طويلة ومرهقة؟ وكيف تحلّون هذه المشكلات؟
- بشكل عام يصعب أن نتصوّر وجود مضايقات بسبب الصيام، فالصيام يتميّز بأنه شعيرة قوامها الامتناع الذي لا يتيح مجالاً لحظر أو مضايقة. فالمسلم أو المسلمة، يمسك عن الطعام والشراب مدّة معلومة من الفجر وحتى غروب الشمس، فمن يملك حرمانه من ذلك؟. لكن هذا لا يعني وجود صعوبات عملية. فمن الصعوبات، مثلاً، ما يتعلّق بمراعاة خصوصيات الصائمين في مواقع العمل والدراسة أو الخدمة في الجيش. ونحن إذا وجدنا صعوبات من هذا النوع أو غيره، نحرص على معالجتها بالحوار والتفاهم واقتراح الحلول وربّما المشاركة في تنفيذها، وغالباً ما ننجح بحمد الله.
عوائق المسلمين
* ما هي أبرز العوائق التي يواجهها المسلمون في أوروبا وكيف تتغلّبون عليها؟
يمكنني ابتداء أن أسرد حزمة من العوائق والصعوبات والتحدِّيات، قبل أن أنطلق إلى عرض خياراتنا في التعامل معها وتصوّراتنا لمعالجتها. فهناك تحدِّيات تعليمية وتربوية، وكذلك الصعوبات المتعلقة بإقامة الدين في واقع الأفراد المسلمين أو تحقيق التديّن في بيئات لا تشجِّع على ذلك. وكذلك هناك تحدِّيات اجتماعية كالتماسك الأسري في مجتمعات تميل فيها الأُسَر إلى التفكّك والتشظِّي أو يتمّ فيها اعتماد نماذج أخرى من البناء الأسري بخلاف النموذج الشرعي. وهناك عوائق ثقافية، تنشأ عادة بين ما تُسمّى بالأقليات ومجتمعات الأغلبية إن جاز التعبير. وهناك تحدٍّ كبير تمثله معضلة العنصرية والإسلاموفوبيا وما استجدّ من قوانين الحظر والمنع التي تمسّ بالحرية الدينية في بعض الدول الأوروبية. وكذلك هناك تحدّي التواصل بين أجيال المسلمين أنفسهم، وتحدِّي استيعاب الشباب وإطلاق الفرص لهم ضمن المؤسسات الإسلامية. وبالطبع هناك التحدِّي المادِّي، المتمثِّل في تأمين المستلزمات التي يحتاجها مسلمو أوروبا لمؤسساتهم ومساجدهم ومراكزهم الإسلامية ومدارسهم وجامعاتهم.
إنّنا نتعامل مع هذه التحدِّيات والصعوبات بجدِّية كبيرة، وبمنطق إدراك مسؤوليّاتنا، وننتهج في هذا منهجاً يقوم على فهم كلّ مسألة أو قضية ودراستها بعمق والنظر في خيارات التعامل معها ومباشرة الأداء الأمثل بعون الله، مع إدراك إمكاناتنا وفهم واقعنا. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإننا في موضوع الشباب والتواصل بين الأجيال، اعتمدنا توجّهات واضحة تفرّعت عنها خطط وبرامج ومشروعات ومبادرات في هذا الصدد. وفي موضوع الأسرة، خصّصنا عاماً كاملاً لحملة الأسرة المسلمة في أوروبا، ونحن بصدد استنهاض مؤسسة أوروبية متخصِّصة في قضايا الأسرة. وفي ما يتعلّق بالعنصرية والإسلاموفوبيا، وضعنا منذ أعوام استراتيجية تحرّك تهدف لتفويت الفرصة على الأطراف التي تسعى إلى عزل المسلمين عن مجتمعاتهم الأوروبية وتشويه الإسلام والثقافة الإسلامية وإشاعة القلق من المسلمين.
كذلك فقد أبدينا انزعاجنا من بعض القوانين والإجراءات التي من شأنها التضييق على حرية الممارسة الدينية للمسلمين، وبالأخصّ ما يتعلّق بالنساء والفتيات، وطالبنا بمراجعة ذلك واستدراك الخلل، والتحقّق المستمرّ من استيفاء معايير حقوق الإنسان والحرِّيّات الأساسية، علاوة على ضمان المساواة وتكافؤ الفرص ومكافحة التمييز.
علماء خارج أوروبا
* هل تستقطبون علماء من خارج أوروبا خصوصاً من السعوديّة والخليج لإقامة مناشط دينية؟
- نحن نحرص في هذا الشأن على العمل في ثلاثة مسارات متكاملة: المسار الأول هو التواصل مع الأمّة وعلمائها أينما كانوا والاستفادة من جهودهم وعطائهم ونصحهم وخبراتهم، مع دعوتهم باستمرار إلى أوروبا للمشاركة في المناشط. والمسار الثاني هو الاستفادة من الطاقات العلمية والشرعية لمسلمي أوروبا واستناهضها وهو ما نجده في تجربة المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والمسار الثالث يتمثّل في السعي الحثيث في التأهيل الشرعي والعلمي لصفوة من مسلمي أوروبا كما تقوم بذلك المعاهد والكلِّيّات المتخصِّصة في هذا الجانب الهامّ، مثل الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في شاتون شينون وباريس وويلز على سبيل المثال.
رؤية الهلال في أوروبا
* هل هناك خلاف وشقاق بين المسلمين أنفسهم في قضية دخول شهر رمضان وانتهائه؟ وكيف تحدِّدون دخول الشهر وهل تتبعون الدول الإسلامية في الصيام؟
- نحن ندرك أنّ هذه المسألة تتجاوز مسلمي أوروبا إلى واقع العالم الإسلامي، وما يجري من تباينات على صعيد الأمّة ككلّ في هذا المجال لا بدّ وأن ينعكس على مسلمي أوروبا. نحن في العموم نحرص على وحدة المسلمين، وهذه الوحدة تعني في هذه المسألة الاجتماع على موقف محدّد أو التنسيق قدر الممكن. وقد سعى المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إلى توجيه مسلمي أوروبا في هذا الصدد دون إلزام، خاصّة وأنّ المطالبة بأيّام إجازة للمسلمين في عيدهم تتطلّب اتفاقاً بين المؤسسات الإسلامية وتحديداً مسبقاً مع السلطات في البلدان الأوروبية وأرباب العمل. وأستطيع القول إنّ كلّ بلد أوروبي يحصل فيه عادة مع كلّ رمضان وعيد اتفاق بين المؤسسات الإسلامية على المواقيت، خاصة مع نضوج مؤسسات أو هيئات ممثلة للمسلمين في الشأن الديني في العديد من الدول الأوروبية. في كلِّ الأحوال نرى أنّ الاختلاف في هذه المسألة لا يقتضي الخلاف والشقاق، وأنّ علينا أن نتعاون لمواجهة الصعوبات التي تعترضنا بحكمة ورحابة صدر.
فتاوى رمضان
* تكثر في شهر رمضان الفتاوى حول العديد من المسائل في رمضان فهل هذه الفتوى مقيدة للدولة التي تصدر منها أم أنها فتوى عامة لكل المسلمين؟
نحن نعيش اليوم في عصر الانفتاح المعلوماتي، عصر الإنترنت والفضائيات والهواتف النقّالة ذات التطبيقات المتعدِّدة. وهذا ما يجعل الفتوى لا تتقيّد عادة بحدود دولة بعينها. لكننا في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا يهمّنا لفت الانتباه إلى أمرين في هذا الصدد: أولهما صدور الفتوى من الراسخين في العلم الثقات، وثانيهما عدم إغفال الفتوى للواقع الأوروبي الذي ستتنزّل فيه إن كان فيها ما يقتضي ذلك.
الفتوى تراعي البيئة
* هل تقولون بالقول بأنّ الفتاوى التي تتعلّق بمسائل الصيام والإفطار في الغرب يجب أن تبقى حكراً على الفقهاء الموجودين في الغرب ولا تصدر من دول العالم الإسلامي؟
-الفتاوى لا يجب أن تكون حكراً على أحد، ولم يعد بوسع أحد احتكارها أيضاً. ولعلّنا هنا نفرِّق بين فتوى عامّة، وأخرى تقتضي النظر في واقع الفرد والجماعة المعنية بها؛ وبالتالي في الواقع الأوروبي. وعلى سبيل المثال، إلى أي مدى يمكن لعالم جليل أن يصدر فتوى تتعلّق بشأن اجتماعي في بيئة لم يدركها أو لم يدرسها بعين فاحصة؟ هنا يقتضي الأمر النظر. وقد حرص المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، منذ نشأته قبل قرابة خمسة عشر عاماً على أن يجمع كوكبة من علماء الغرب والشرق معاً، فهذا أدعى لمعالجة المسائل من وجوهها كافّة والنظر في الأحوال وتقلّباتها.
الاستعانة بالله لا الترخيص
* هل تؤيِّد إفطار البعض في الغرب في الدول التي تصل فيها ساعات الصيام لعشرين ساعة متواصلة؟ وماهي الرؤية الفقهية لصيام هؤلاء؟
لقد تناول المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وكذلك بعض العلماء في الأمّة هذه المسائل، ولعلّ المقام يطول بشرحها فقهياً. ومع ذلك أرى أنّ مسلمي أوروبا في هذا الصيف، يستعينون بالله على صيام نهاره الطويل ولو كانوا في شمال أوروبا وينجحون في ذلك.
فضائيات المسلمين في رمضان
* هل تتابعون البرامج الدينية والمسلسلات الرمضانية في الغرب؟ وما هو أكثر ما يحرص عليه المسلمون في الغرب في الفضائيات؟
-لا شكّ أن محطات التلفزة الفضائية جعلت المسلمين في أوروبا يعيشون عولمةً من نوع آخر، فهم يواكبون في رمضان إقامة الشعائر في المسجد الحرام لحظة بلحظة، فهل كان هناك من يتصوّر مثل هذا قبل ربع قرن مثلاً؟!. كذلك يجد مسلمو أوروبا زاداً لهم في ما يُقدّم من خلال العديد من البرامج الإيجابية والهادفة والدروس. لكن بالطبع نأسف لأنّ بعض الفضائيات تحوِّل شهر رمضان إلى موسم لأعمال درامية هابطة وتشجِّع حمّى الاستهلاك خلافاً لدروس هذا الشهر الفضيل.
كلمة تود أن تقولها؟
-أودّ أن أؤكد أنّ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، يدرك المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقه، وهو يرحِّب في الوقت ذاته بالتعاون مع الجهود المخلصة لمزيد من النهوض والتطوير. وأحسب أنّ مسلمي أوروبا يستشرفون مرحلة جديدة واعدة بالإنجازات، مع إدراكنا للتحديات المتزايدة في الوقت ذاته.
المسلمين في أوروبا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.