على رغم وجود عدد لا بأس به من المنظمات والهيئات الإسلامية في العالم الغربي بشكل عام، والاتحاد الأوروبي بشكل خاص، وعلى رأسها المجلس الأوروبي للإفتاء، إلا أن جميعها فشلت في إقناع المسلمين الأوروبيين بالاعتماد عليها في شؤونهم الدينية. إذ يرفض غالبية مسلمي أوروبا الاستقلال عن السعودية في معظم شؤون دينهم، والتي من بينها تحري هلال شهر رمضان وعيد الفطر. وبينما تحرص الغالبية العظمى على أن يكون يوم صيامها ويوم إفطارها مطابقاً للتواريخ التي تعلنها المملكة، يحرص البعض أيضاً على الحصول على فتواه في ما يلتبس عليه من أمور دينه من علماء ومشايخ السعودية أيضاً. وهو ما اعتبره عدد من وسائل الإعلام الأوروبية في تقارير سابقة، أمراً يصعب فهمه، خصوصاً بالنسبة للمسلمين من مواليد أوروبا، والتي تنقسم فئة كبيرة منها، بين من لا يتقن اللغة العربية ومن يجهلها تماماً. ورغم محاولات رسمية وأخرى غير رسمية من حكومات الاتحاد الأوروبي، لجعل مسلميها يستقلون عن السعودية في شؤون دينهم، من خلال تقديم مختلف أنواع الدعم للمنظمات والهيئات والجمعيات الإسلامية في أوروبا، بما في ذلك الدعم المادي، وذلك بهدف نشر ما يسمى في الإعلام الأوروبي بالإسلام العصري. إلا أن تجاهل أشهر القنوات الفضائية الأوروبية لبيانات كبريات الهيئات الإسلامية بخصوص إعلان موعد دخول شهر رمضان وعيد الفطر، وتهنئتهم للمسلمين في أوروبا بعيدهم بعد نقل إعلان السعودية لرؤية هلال شهر شوال، أنهى بحسب متحدثين ل«الحياة» حيرة من يتردد بين وجوب اتباع السعودية أو الالتزام بما يعلنه مجلس الإفتاء الأوروبي، والذي يعتمد على الحسابات الفلكية في رؤية الهلال. وقال البلجيكي من أصل مغربي محمد العربي: «أعلن المجلس الأوروبي للإفتاء منذ عشرة أيام أن أول أيام العيد سيكون يوم أمس (الثلثاء)، ومع ذلك انتظرت برفقة عائلتي وكل من أعرفه إعلان العيد في السعودية أول من أمس (الإثنين)». وأضاف: «العام الماضي أعلن عدد من الهيئات الإسلامية في أوروبا بما فيها المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي ويضم في عضويته عدداً من كبار العلماء عن يوم العيد، بينما أعلنت السعودية عدم ثبوت رؤية الهلال ذلك اليوم، وكان العيد في السعودية هو يوم العيد بالنسبة لغالبية مسلمي أوروبا، وهو أيضاً ما أورده عدد من المحطات التلفزيونية والصحف الأوروبية». وعما إذا كان أيضاً يحتكم إلى علماء السعودية في ما يتعلق بالفتاوى، قال: «غالباً أبحث في المواقع السعودية الرسمية، إلا أنه في حال لم أجد جواباً شافياً، خصوصاً أن كثيراً من الفتاوى لا تراعي خصوصية المجتمع الذي نعيش فيه وظروف حياتنا، وبالتالي أضطر أحياناً إلى اللجوء إلى بعض الهيئات الإسلامية الأوروبية»، مشيراً إلى أنه حتى بالنسبة لمن لا يجيد قراءة اللغة العربية من مسلمي أوروبا، يفضلون الاتصال هاتفياً بمفتين من السعودية.