أبدى عدد من مديري المراكز الإسلامية تذمرهم من الزيارات المرتجلة لبعض الدعاة، مشيرين إلى أن البعض لا يفهم في فقه الجاليات ويفتي لهم بفتاوى تخالف واقعهم. حيث قال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الدكتور شكيب مخلوف: «كثير من الدعاة الذين يحضرون إلينا لايفمهون الواقع الظروفي ولايساعدون في سد الثغرات لانهم يفتون بما لايعلمون، خصوصا في مسائل فقهية هم بحاجة لأن يفهمومها قبل أن يطلقوا الحكم فيها»، مبينا أنهم يعتمدون في فتاواهم على المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث. وأشار مخلوف إلى أن الزيارات المفاجئة لبعض الدعاة تربك المراكز، مبينا أن التنسيق المسبق يساهم في زيارة أكثر نجاحا وجدوى، وقلل مخلوف من فوائد الحضور في فصل الصيف، مرجعا ذلك لتوجه معظم الجاليات المسلمة إلى بلدانها لقضاء إجازات الصيف، ولاحظ مخلوف أن بعض الدعاة الذين يحضرون إلى بعض الدول الأوروبية يظن أن المسلمين لا يعرفون عن الإسلام شيئا ولا يوجد دعاة وعلماء هناك وهذه مشكلة كبيرة تكمن في فهم الداعية لطبيعة المجتمع المسلم في أوروبا، وأكد مخلوف أن معظم البرامج الناجحة سبقها ترتيب مسبق معنا. ويرى مدير المراكز الإسلامية في فنزويلا وعدد من دول البحر الكاريبي سابقا الدكتور محمد علي بخاري، أن بعض الدعاة يركزون على الذهاب إلى بعض الدول الأوروبية ويهملون دولا بحاجة لوجود دعاة فيها مثل دول البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى، مشددا على أهمية تأهيل الدعاة وعمل دراسة ميدانية عن الحاجة الفعلية للدول؛ لإرسال الدعاة حتى لا يكون هناك تركيز على منطقة وإهمال مناطق يتعطش أهلها لحضور داعية أو عالم مسلم. لكن عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع رفض التهم الموجهة لبعض الرحلات الدعوية في الخارج بأنها عشوائية وغير منظمة، وأن بعض الدعاة يربكون الجاليات الإسلامية فيها بفتاواهم. قائلا: «هذا الكلام غير صحيح، ولا أظن أن هناك داعية يذهب للدول الغربية دون تخطيط وتنسيق واتصالات مع المراكز الإسلامية هناك لتهيئة الرحلة». مشيرا إلى رحلته الدعوية إلى فرنسا برفقة عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله المطلق، والداعية الدكتور عبدالوهاب الطريري، مبينا أنها كانت رحلة منظمة ومنسقة ومفيدة، استفاد فيها كل طرف من الآخر. ولفت المنيع، إلى أن الجاليات الإسلامية متعطشة لحضور العلماء والدعاة واللقاء بهم والاستفادة من علمهم، مفيدا أنهم عندما ذهبوا تم وضع غرفة خاصة للإفتاء وعرض المشاكل الاجتماعية الإدارية والشرعية والمالية والأسرية، مؤكدا أن الجاليات الإسلامية هناك استفادوا مما قدم لهم، مشددا على أنهم متعطشون لحضور الدعاة والعلماء، ناصحا الدعاة بمراعاة أحوال الجاليات والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.