المسلمون البلغار يشكلون ربع إجمالي عدد السكان في بلغاريا ولكن تواجههم مشكلات كثيرة بسبب تصدير الفتوى وقلة ترجمة معاني القرآن الكريم وغير ذلك من المشكلات التي نحاول رصدها مع د. مصطفى حاجي مفتي بلغاريا وكيف يتغلبون عليها وذلك في سياق السطور التالية: * كيف تدير عملية الفتوى خاصة في القضايا المستجدة ذات الارتباط بالقضايا المعاصرة؟ في مسألة الفتوى نحاول استنباط الحكم قبل النطق بهذه الفتوى أو تلك من الفقه الإسلامي، وبناءً على ذلك إذا ظهر أمامنا أحد الأمور الفقهية التي نقف أمامها فإننا نحاول أن نستفتي الفقهاء من الخارج وقد سهل علينا الأمر وجود مجلس أوروبي للإفتاء والذي يهتم بالفتاوى والأمور الفقهية المستنبطة من الواقع الأوروبي وتأصيلها فقهياً ثم توزيعها على مجالس الفتوى الأوربية، ومنها بلغاريا، سنوياً. نستفيد كثيراً من هذه الفتاوى المعاصرة، وأيضاً إذا ظهرت أمامنا إحدى المشكلات الفقهية التي لا نعرف حكمها فإننا نستعين بفتاوى العلماء في الدول العربية والإسلامية حتى نستطيع أن نخدم الإسلام والمسلمين في بلادنا. * هل يتأثر المسلم البلغاري بعملية فوضوية الفتوى التي تشهدها الفضائيات العربية والإسلامية؟ نعم هذا الأمر يحدث كثيراً فالمسلم البلغاري يكون حريصاً على متابعة الفضائيات العربية والإسلامية للاستفادة منها دينياً وهذا التضارب الذي تشهده الفتاوى على الفضائيات يؤثر سلباً ليس على المسلمين في بلغاريا فقط وإنما على المسلمين في الغرب عموماً، فنحن نرفض عملية عولمة وتدويل الفتوى أو تصدير فتاوى لا تنبع من واقع المسلمين المعاش في أوروبا إلا إذا كانت هذه الفتاوى في قضايا إسلامية عامة يستفيد منها المسلم في كل مكان، لكن عملية إطلاق الفتاوى جزافاً دون مراعاة لحال المسلمين في هذه الدولة أو تلك فهذا أمر مرفوض ويعود بالضرر أكثر من نفعه * أخيراً كيف يقضي المسلمون البلغار شهر رمضان؟ المسلمون في بلغاريا يرتبطون بشهر رمضان المبارك ارتباطاً وثيقاً، ففي هذا الشهر نلتصق بحائط الإيمان ونكثف نشاط الحلقات القرآنية، فلا تقتصر على تحفيظ القرآن فقط كما يحدث في الشهور العادية، ولكنها أيضاً تتحول لحلقات تلاوة وتدارس لآيات القرآن الكريم، ويحاول العلماء خلال هذه الأيام المباركة تكثيف الدروس الدينية وتقديم جرعات إيمانية كبيرة للمسلمين، وفي كثير من الأحيان نستقبل بعض العلماء من دول العالم الإسلامي، ونحاول الاستفادة من علمهم قدر المستطاع في هذا الشهر.