يتحرج بعض الذكور في المجتمع السعودي من الإفصاح عن أسماء ذوات محارمهم أمام الأصدقاء، وأرجع مختصون نفسيون واجتماعيون ذلك إلى وجود عقدة نفسية ما زالت ملازمة للمجتمع الذكوري، فيضع الرجل حول اسم الأم والأخت والزوجة والابنة خطوطاً حمراء لا يسمح لأحد بتعديها، إلى جانب تأثر البعض بالعادات والتقاليد المتوارثة من الأجداد، الذين كانوا ينظرون للمرأة» نظرة دونية». أزمات مدرسية جعفر العيد وتقول خلود إن أخاها تغيّب عن المدرسة ليومين لأن أحد أصدقائه عرف اسم والدته، في حين ذكرت نورة إن أخوها يقوم بشطب أسماء أخواته من كرت العائلة حين يجلبه للمدرسة، كي لا يراها المعلمون والطلاب. في حين بينت لمياء أن أخوها ضرب أحد أصدقائه حين قال له أنه يعرف اسم والدته. وأرجعت رحاب مسؤولية الأمر على المدرسة، حيث إنهم زرعوا هذه الثقافة لدى الطلاب منذ صغرهم. وتشعر مها أنها عار على أخيها، وتوضح» دائما ما نقع في مشكلات مع أخي عند مراجعة إحدانا المستشفى معه، ومعرفة العاملين في المستشفى لأسمائنا». ومن جهة أخرى ذكر عبد العزيز الشمري أنه يفخر بوالدته، ولا يجد عيبا من ذكر اسمها أمام الناس، وقال» عانت هذه الأم في تربيتي وسهرت الليالي من أجلي، فالرسول صلى الله وسلم لم يكن يقول كريمتي أو «الأهل»، ولم يكن يجد من ذكر اسم المرأة عيبا، في حين يجده أغلب رجال هذا العصر خزي». كما ذكر عبد الله الدوسري أنه كان يتحرج من ذكر اسم أمه في طفولته، و لكن الأمر بات عادياً بالنسبة إليه في كبره، بينما ذكر نايف أنه معروف عند أصدقائه باسم» نايف ابن شيخة»، مبينا أنه لا يتحرج من ذكر اسم والدته. عقد نفسية فيصل العجيان وأشار الاختصاصي النفسي فيصل العجيان أن حرج المجتمع من ذكر أسماء ذوات المحارم مؤشر على وجود عقدة نفسية في المجتمع الذكوري، ينظر إلى المرأة على أنها عيب، حيث يشعر الرجل بالخزي لو ذكر اسم امه أو اخته، ومن الرجال من يقول عند ذكر المرأة «أكرمكم الله» وكأنها نكرة! مبينا أن التقاليد تلعب دورا في ذلك، فمن الناس من هو منفتح ومتحرر، ومنهم من هو منغلق يمارس عدوانه على المرأة. وبين الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد أن المجتمع السعودي يختلف عن باقي المجتمعات، ويتأثر كثيرا بالمتوارث من الأجداد، منوها أن الحياة تطورت والناس في تقدم مستمر، وأصبح باستطاعة المرأة أن تأخذ مكانتها في المجتمع، منوها على وجود ناس ما زالوا يتأثرون بالعادات والتقاليد، وقال» يفترض ألا يتحرج الشخص من ذكر اسم أمه أو أخته أمام الناس، فالتطور والتحضر يتطلب ذلك، فضلا عن أنه يحفظ حق المرأة من الضياع، فلا يجب أن يخجل الرجل من ذكر اسم أمه، لأننا لسنا في عصر الجاهلية».