قال التلفزيون المصري مساء أمس إن 13 جنديا مصريا قُتِلُوا كما أصيب سبعة آخرون في هجوم لعناصر من تنظيم الجهاد على نقطتين تابعتين لقوات الجيش قرب العلامة الدولية رقم ستة جنوب معبري رفح وكرم أبو سالم بواسطة الأسلحة النارية و قذائف ال «آر بي جي» والقنابل اليدوية. وأفاد مراسل التلفزيون المصري أن الهجوم أسفر عن اختطاف مدرعة تابعة للجيش المصري، ويأتي الهجوم بعد يومين من تحذير إسرائيل لرعاياها بضرورة مغادرة سيناء خشية تنفيذ عمليات إرهابية، وهو ما نفته القاهرة حينها مؤكدةً عدم وجود أية تنظيمات إرهابية في سيناء. إلى ذلك، قالت مصادر أمنية إن مسلحين مجهولين قاموا بالاستيلاء علي مدرعة تابعة لقوات الجيش ثم شنوا هجوما علي النقاط الأمنية ما أسفر عن وقوع 13 قتيلا وسبعة مصابين بينهم خمسة في حالة خطيرة وتم نقلهم إلى مستشفى رفح. ورجحت المصادر الأمنية انتماء المسلحين إلي إحدي الجماعات التكفيرية في المنطقة الموالية للتنظيمات الإرهابية الدولية وعلي رأسها تنظيم القاعدة في سيناء. في الوقت ذاته، قالت مصادر خاصة ل «الشرق» إن المدرعة المصرية المسروقة توغلت لكيلومترات داخل الحدود الفلسطينية المحتلة مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بتدميرها، وأضافت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم ذكر اسمها، أن اشتباكات عنيفة وقعت في كل المناطق المحيطة بالنقاط الحدودية بين مصر وإسرائيل في ضوء الطلقات الكاشفة التي تطلقها قوات حرس الحدود الإسرائيلية. فيما بيَّن شهود عيان أن قوات الجيش المصري انتشرت بكثافة في مكان الهجوم للبحث عن منفذي الاعتداء، كما أوضحت أن قوات جيش الاحتلال قامت بإطلاق الطلقات التحذيرية في الهواء في الجانب الفلسطيني المحتل ووصلت مروحيات وناقلات جنود إسرائيلية إلي الحدود خوفا من استهدافها. وقبل يومين، أصدرت هيئة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً حذرت فيه الإسرائيليين من خطورة السفر إلى سيناء في الوقت الحالي، وحذر البيان من تنفيذ عمليات إرهابية في هذه الأيام بالتحديد، خاصة عمليات اختطاف ضد عدد من السائحين الإسرائيليين في سيناء، مطالبا السياح الإسرائيليين بالعودة فورا لبلادهم، لكن مصر نفت تماما وجود أية تنظيمات إرهابية على أراضيها. وفي لقاء سابق، حذر الخبير الأمني والاستراتيجي، اللواء سامح سيف اليزل، من وجود تنظيمات جهادية وتكفيرية في شمال سيناء خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، وأوضح أن تلك الجماعات تستغل الأوضاع الأمنية في سيناء لتنفيذ عمليات ضد مصلحة مصر. ارتباك في غزة بعد الهجوم.. وحماس: نضع كل إمكاناتنا الأمنية في خدمة مصر غزة – محمد أبو شرخ سادت حالة من الارتباك والتوتر الشديدين داخل قطاع غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته جماعات مسلحة ضد جنود حرس حدود مصريين في مدينة رفح أمس، ومحاولة المسلحين اقتحام معبر كرم أبو سالم من الجانب المصري. وعلمت «الشرق» أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية في غزة أعلنت حالة الطوارئ على الجانب الفلسطيني من الحدود تحسبا لأي محاولات من منفذي الهجوم للهرب إلى داخل القطاع. بدوره، قال القيادي في حماس، أيمن طه، إن حكومة إسماعيل هنية تضع كل إمكاناتها الأمنية في خدمة مصر للمساهمة في الحفاظ على أمنها، وبيّن أن الحكومة والحركة على استعداد للتصدي لأي جهة تريد المس بهذا الأمن. وأضاف طه «سنفرض إجراءات أمنية مشددة على الحدود من الجانب الفلسطيني، وسنبذل ما في وسعنا للحفاظ على الأمن القومي المصري الذي يعتبر العمق الأساسي لأمن قطاع غزة»، مؤكدا، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن حماس لن تسمح لأي شخص يحاول المساس بالأمن المصري أيا كانت جنسيته أن يتخذ من قطاع غزة مكانا للهرب أو الاختباء فيه.