طالب نشطاء حقوقيون يمنيون بتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات يتعرض لها أبناء محافظة صعدة على يد جماعة الحوثي. وقال النشطاء أن الحوثيين يمارسون صنوفا من التعذيب بحق مواطنين أبرياء وبتهم باطلة في ظل غياب كامل لأجهزة الدولة وسلطاتها. ودعا الناشط الحقوقي عبدالرشيد الفقيه إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة في شكاوى المواطنين الذين تعرّضوا لانتهاكات في محافظة صعدة؛ تكون توصياتها ملزمة للجميع. وقال الفقيه إنه التقى ثلاثة أشخاص يرقدون في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء بعد أن اُعتقلوا من قبل مسلحي الحوثي وتعرّضوا للتعذيب الشنيع من قبل الحوثيين، وأوضح «أن الثلاثة اعتقلوا من منازلهم في» جمعة بني بحر» بمديرية ساقين محافظة صعدة من قبل مجموعة من المسلّحين التابعين لجماعة الحوثي، واحتجزوا في زنازين انفرادية بأحد سجون الجماعة، وتم تعذيبهم ثم أُفرج عنهم بعد يومين من الاعتقال، وبعد تقديم أهاليهم ضمانات بعدم ممارستهم أي نشاط ثقافي أو سياسي أو اجتماعي». وأضاف الفقيه: «تصلنا كثير من الشكاوى من مواطنين في صعدة يشكون انتهاكات يتعرّضون لها من قبل عناصر جماعة الحوثي، وثّقنا أكثر من حالة، بعضها وقائع اعتقال تعسّفي وبعضها وقائع إعدام خارج إطار القانون، وبعضها وقائع تعذيب وسوء معاملة». وكان أربعة شباب تعرّضوا لتعذيب وحشي مارسه جلادو الحوثي بحقّهم، الأمر الذي أثار موجة واسعة من الانتقادات والإدانات من قبل منظمات حقوقية وإنسانية اعتبرت الجريمة إضافة إلى السجل الأسود للحوثيين، ونادوا بتشكيل لجان للتحقيق في الحادثة. يُذكر أن الشباب الأربعة تم اعتقالهم من قبل عناصر حوثية على خلفية إقامة صلاة التراويح في المساجد، وتم إطلاقهم وهم بحالة سيئة ليتم بعد ذلك نقلهم إلى صنعاء لتردّي حالتهم الصحية. بدوره أكد الناشط الحقوقي المحامي خالد الآنسي من منظمة «هود» لحقوق الإنسان أن انتهاكات الحوثيين في صعدة وغيرها من المناطق التي تتعرض لاعتداءات الحوثي، يفترض أن يتم التحقيق فيها من خلال لجان حقوقية محلية وإقليمية ودولية. وقال الآنسي إن الحوثيين متورطون في جرائم ضد الإنسانية في صعدة التي أصبحت أشبه بإمارة خاصة للحوثيين دون وجود أي سلطة للجمهورية اليمنية عليها عدا سلطة التمويل المالي لإمارة صعدة بمعنى أنها تستفيد من الخزينة العامة دون أن تستفيد الدولة منها. وردّ ضيف الله الشامي المتحدث باسم الحوثيين رد على انتقادات المنظمات الحقوقية بقوله إن الحوثيين أبعد مايكونون عن التعاملات المحكومة بالمذهبية أو الطائفية.