أبدت اللجنة المشرفة على تنفيذ شروط وقف الحرب بين الحكومة اليمنية و المتمردين الحوثيين في صعدة اسفها لعدم التزام المتمردين بتنفيذ النقاط الست الحكومية. وقال مصدر في لجنة صعدة ل “المدينة”: أن عددا من مديري مدارس مديريات المحافظة، وخصوصاً مديريات ساقين وحيدان والصفراء وآل عمار، حضروا اليها في مركز عاصمة المحافظة وتقدموا بشكاوى تفيد بأن الحوثيين يوجهون مديري المدارس بالزام الطلاب بترديد الشعار الخاص بالجماعة “الموت لاسرائيل.. الموت لامريكا» بداية كل حصة دراسية وصباح كل يوم دراسي بدلاً عن النشيد الوطني. وأضاف المصدر في لجنة محور صعدة التي يترأسها العميد منصور عبدالجليل- عضو مجلس الشورى- ان اللجنة استدعت- أمس الأول- ممثلي الحوثيين في اللجنة وأطلعتهم على ما تقدم به مديري المدارس واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مشتركة للنزول الميداني- أمس- لتقصي الحقائق في تلك المديريات والاطلاع على الأوضاع ورفع تقرير إلى اللجنة الرئيسية. وكشف المصدر عن أن اللجنة عقدت الجمعة الماضية اجتماعاً لها بحضور ممثلين عن الحوثيين وطلبت منهم مواصلة عملها- وهو الآن شبه متوقف- والبدء في تنفيذ البند الرابع من الشروط الحكومية، والخاص بنزع الألغام وتفجيرها وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقال المصدر: إن الحوثيين يرفضون الشروع في تنفيذه قبل أن تطلق الحكومة سراح الدفعة الأولى من معتقليهم والتي سبق للرئيس وان وعد بإطلاقهم في اجتماع له بقيادات حوثية ولجنة صعدة التي حضرت الأسبوع الماضي إلى صنعاء لهذا الغرض، وقال حينها إنه سيطلق (161) من المعتقلين كدفعة أولى لإثبات حسن النية- حسبما قال المصدر. وأضاف انه رغم أن إطلاق سراح المعتقلين يأتي كبند أخير في النقاط الست التي وضعتها الحكومة بعد بند تسليم السلاح ونزع الألغام وتفجيرها وإخلاء المباني والمدارس الحكومية وتسليم المنهوبات وعودة النازحين إلا أن الحكومة كانت قد أمرت بإطلاق سراح الدفعة الأولى والمكونة من(161) بناء على توجيه الرئيس وابداء حسن النية، إلا أن ممثلين عن الحوثيين اعترضوا على ذلك بحجة أن الأسماء التي تضمنها كشف الإطلاق ليسوا ممن يعطونهم الأولوية والأهمية في مسألة الخروج من السجن، وإنما يريدون أسماء بعينها يحددونها هم، وهي حسب المصدر تعتبر قيادات ميدانية وعسكرية في الجماعة.. مشيراً إلى أن اللجنة طلبت من ممثلي الحوثيين موافاتها بالأسماء التي تريد إطلاق سراحها في موعد أقصاه السبت الماضي لكنهم لم يوافوها بذلك، ولا بالرد النهائي الذي طلبته اللجنة عن تحديد اليوم الذي يفترض أن تبدأ اللجنة تنفيذ البند الرابع من الشروط في نزع وتفجير الألغام. وأكد المصدر انه حتى اليوم لم يتحقق شيء من النقاط الست عدا فتح الطريق وجزء من البند الخاص بإخلاء المتارس والنزول من الجبال “وبإمكان الحوثيين العودة إليها في لحظة”، لافتاً إلى ان مديري المديريات والموظفين الحكوميين باستثناء ثلاث مديريات، ما يزالون مرابطين في مركز المحافظة ولم يعودوا الى مقرات أعمالهم نتيجة ان الحوثيين لا يزالون يسيطرون على المقرات الحكومية، ولم يطمئنوا للعودة. وأضاف المصدر أن من تسلح بالشجاعة من الموظفين وعاد الى مقر عمله في المديرية منعه الحوثيون من ممارسة عمله وفرضوا عليه الإقامة الجبرية داخل مكتبه. وقال: إن هذه التصرفات الاستفزازية التي قوبل بها عدد من مسؤولي المديريات في رازح وقطابر وغيرهما من استفزازات من قبل الحوثيين أخافت بقية مسؤولي السلطة المحلية والتنفيذية والمواطنين الذين تعاونوا مع القوات الحكومية أثناء الحرب السادسة من عدم المغامرة والعودة إلى مقرات أعمالهم أو إلى قراهم. وأشار المصدر إلى أن كل الذين عادوا من المواطنين إلى قراهم إما تعرضوا للقتل أو للاختطاف والإخفاء وإما للتعذيب والاهانة من قبل الحوثيين، الأمر الذي لم يطمئن له المواطنون بأن الحرب قد انتهت بالفعل، ويشار إلى المواطنين يتحدثون عن أن الحوثيين بأنفسهم يقولون إنها لم تنته مادام أصحابهم ما يزالون في معتقلات السلطة. يذكر أن توقف أعمال اللجان في صعدة وعمران والجوف بسبب تعنت الحوثيين في المضي بتنفيذ النقاط الحكومية الست اجبر نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي على القيام بزيارة شبه سرية إلى محافظة صعدة والاجتماع باللجان الإشرافية وممثلين عن الحوثيين للاطلاع على مطالبهم.