تلبس أحاديث العراقيين أو السوريين الفارين من أحداث العنف في سوريا إلى العراق لباس الحزن على نتائج ما آلت إليه الأوضاع في المدن السورية بعد أشهر من النزاع المسلح بين قوات نظامية وأخرى معارضة. ويقول العراقي العائد من منطقة جرمانا وسط العاصمة السورية دمشق، حسن الربيعي، إن ما حدث في هذه المنطقة من أحداث عنف ذكره بما سبق وأن فرَّ منه عام 2006 حينما نشبت الحرب الطائفية في العراق، فمثلما لم يكن يصدق قبل ست سنوات أنه وصل إلى دمشق سالماً من القتل العشوائي هو اليوم لا يصدق أنه وصل إلى الرمادي بسلام. بدروها، أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار أن عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى المحافظة ارتفع إلى ثلاثة آلاف و348 لاجئا سوريا قادمين من بلادهم هرباً من أعمال العنف، فيما وصل عدد العراقيين العائدين من المقيمين في سوريا إلى العراق عبر منفذي الوليد والقائم الحدوديين إلى 14 ألفا و498 عراقياً. من جانبه، يقول مدير الدائرة في المحافظة، خالد بهاء، إن «هؤلاء اللاجئين دخلوا الأنبار عبر منفذ القائم الحدودي وغالبيتهم من النساء والأطفال وقد تم إيواؤهم في مخيم القائم «، مشيرا إلى أن «دائرة الهجرة في المحافظة سلمت منحة الحكومة العراقية للاجئين السوريين والبالغة 400 ألف دينار لكل عائلة سورية و150 ألف دينار لكل فرد سوري دخل العراق بشكل منفرد». ويقول مروان الجبوري، أحد العائدين مع عائلته عن طريق البر بسيارته الشخصية التي تعرضت لإطلاق النار على جانب طريق حرستا في ريف دمشق، إن كثيرا من العراقيين لم يعد بوسعهم العودة بسبب شدة الاشتباكات المسلحة ولارتفاع أسعار النقل إلى 300 % فقد كان سعر نقل الشخص 75 دولارا ارتفع في الأيام الأخيرة إلى 400 دولار. وكان الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي، أشار إلى أن الجيش السوري الحر بات يسيطر على كافة المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا وأن «جميع المعابر الحدودية بين العراق وسوريا سقطت بيده». في الإطار ذاته، قال ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود «رأينا العلم السوري يستبدل بعلم الجيش السوري الحر، ورأينا مسلحين بلباس مدني يجوبون المعبر»، فيما قال مصدر أمني حدودي «وصلتنا معلومات تشير إلى أن معبر البوكمال أصبح تحت سيطرة الجيش السوري الحر». فيما اعتبر مسؤولون في الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، أن الوضع الأمني على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا غير مستقر ويتطلب حشدا عسكريا، مشيرين إلى أن عدد العراقيين العائدين من سوريا عبر منفذي القائم والوليد فاق التصور. ولا يختلف الوضع كثيرا على منفذ اليعربية المقابل للحدود العراقية السورية في محافظة نينوى، إذ كشف مصدر أمني في نينوى عن انتشار أمني مكثف للقوات العراقية على الشريط الحدودي مع سوريا وسط تأكيدات رسمية بسقوط المنفذ الحدودي بين البلدين الذي يشهد عودة مئات العراقيين الهاربين من الجحيم السوري بيد عناصر المعارضة السورية، وقال العائدون إن أوضاع العراقيين في سوريا تزداد سوءا.