اعتبرت وزارة الخارجية العراقية زيارة وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أمس إلى كركوك انتهاكا لا يليق بوزير خارجية وتدخلا سافرا في الشأن العراقي، فيما أكدت مصادر كردية مطلعة على مباحثات أوغلو مع رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، أن الاجتماع بينهما انتهى إلى التوصل لصيغة تعاون مع شعب سوريا بعد تأكيد الطرفين على أن الوضع فيها مأساوي وأن استمراره سيؤدي إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. وأشارت المصادر إلى أن أوغلو وبرزاني أعربا عن تأييدهما للانتقال السلمي للسلطة في سوريا وأكدا ضرورة إفراغ الساحة السورية من كل المنظمات والجماعات المتشددة والارهابية. بدورها، حملت الخارجية العراقية تركيا نتائج هذه الزيارة وما يمكن أن تفرزه من آثار سلبية على العلاقات بين البلدين وعلى عموم الشعب العراقي وأهالي كركوك خصوصا. في المقابل، أعلن وزير الخارجية التركي عن الاتفاق مع محافظة كركوك على التوأمة مع مدينة قونيا التركية، وقال، في مؤتمر صحفي في كركوك مع مسؤوليها المحليين، إن “كركوك تعد رمزاً للتعايش بين جميع المكونات ونحن نراها العمود الفقري للعراق”، مشددا على وقوف الحكومة التركية على مسافة واحدة من جميع العراقيين. من جهته، وصف رئيس الجبهة التركمانية، أرشد الصالحي، زيارة اوغلو لكركوك ب “المهمة” لكونها الأولى من نوعها لمسؤول تركي منذ 1976، مضيفاً “التركمان مكون رئيس يلعب دورا كبيرا في التقارب العراقي التركي”. وتشهد العلاقات بين بغداد وأنقره توتراً ملحوظاً منذ عدة أشهر، ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تصدير حكومة إقليم كردستان العراق النفط إلى تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية. في السياق ذاته، انتقد النائب عن ائتلاف دولة القانون، ياسين مجيد، زيارة وزير الخارجية التركي الى كركوك، وقال النائب المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي “زيارة أوغلو إلى كردستان وكركوك دون علم الحكومة في بغداد انتهاك صارخ للسيادة العراقية وعليه نطالب وزارة الخارجية العراقية باستدعاء سفير العراق في تركيا كإجراء احتجاجي، كما نطالب الجامعة العربية التي تترأسها العراق حالياً باعتبار الزيارة انتهاك لسيادة العراق”. وتابع مجيد “نسأل وزير الخارجية التركي، هل يستطيع وزير عراقي أن يزور بلاده ويتنقل في مدنها دون علم حكومته؟ إذا كان الغرض من زيارته إلى كردستان التباحث حول الأزمة السورية فهذا شأن سيادي يتعلق بالحكومة الاتحادية، وإذا كانت لغرض بحث وضع حزب العمال الكردستاني فهناك لجنة تنسيقية بين كردستان وبغداد ويمكن البحث معها من خلال القنوات الدبلوماسية الرسمية”. واعتبر مجيد، خلال مؤتمر صحفي اليوم في مقر البرلمان العراقي، زيارة أوغلو إلى كركوك وتنقله في حماية قوات البشمركة أمراً يمس السيادة العراقية، وأكمل “لايحق له الجلوس والتباحث في شؤون عراقية ولا يمكن لأحد أن يزايدنا على القومية التركمانية وهي ثالث قومية ومكون أساسي في العراق”. بغداد | مازن الشمري