د. حاتم بن سعيد الغامدي أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاماً، أحببت شاباً عن طريق الإنترنت، وهو جاد في حبه لي، ويريد التقدم للزواج مني. لم ألتق به أبداً، وأنا أحدثه منذ ثمانية شهور، فهل حب الإنترنت حقيقي أم لا؟ ( مريم – الرياض) دعيني أختي مريم أبدأ بالإجابة على تساؤلك من حيث انتهيت، فالحب هو حالة إنسانية وحاجة يحتاجها الإنسان، والحب بالنسبة لنا هو الطاقة التي تمدنا لكي نتمكن من العيش في هذه الحياة، وجميل منا أن نحب ونُحب، والعلاقة الطبيعية لكل حالة حب بين الجنسين هي الارتباط الشرعي بالزواج تلك هي النهايات السعيدة. وفي الحقيقة، لا أستطيع الحكم على حالة الحب التي بينك وبين ذلك الشاب، أو تلك العلاقة التي نشأت بينكما من خلال الإنترنت، وأستطيع الحكم فقط على نهاية ذلك الحب بالأفعال لا بالأقوال، ولك أقول إن حالة الحب التي يعيشها بعض الشباب عن طريق الإنترنت ربما يكون حباً صادقاً، لكنه كفقاعة الصابون، حالاً ما ينتهي في كثير من الأحيان، لأنه يبنى على أوهام وخيال، وأنا أعتبره من أخطر أنواع الحب، التي من الممكن أن تجر الفتاة خصوصاً نحو الهاوية في كثير من الأحيان، نتيجة الانجراف غير المبرر والحرمان العاطفي الذي تعيشه بعض الفتيات في مرحلة ما من مراحل الحياة، لتصبح الفتاة فيه فريسة سهلة لطرف آخر باحث عن المتعة الذاتية والتسلية وإشغال الوقت. أختي مريم، بعيداً عن الحكم على هذا السلوك الذي قمت به هل هو سلوك صحيح، أم خاطئ ، فمقدار جدية ذلك الشاب من عدمها، والذي ارتبطت به عاطفياً، أنت من تحددينها، ومعيارها أو نهايتها الصحيحة يجب أن تنتهي بالزواج، ويجب أن تأخذ شكل الأفعال لا الأقوال، بمعنى أن يتقدم لك فعلياً، هنا فقط أحكم على أن هذا الحب هو حب حقيقي، ولكن يجب أن تنتبهي بأن لا يكون حكمك مقتصراً على عواطفك فقط، وأن لا تتمادي في تلك العلاقة حتى تتأكدي من صدق مشاعر ونوايا الطرف الآخر.