من حين لآخر يأتي بعض الشباب بموضة أو تقليعة في طريقة أو شكل اللبس والمظهر، وأعني تلك النوعية التي تكون محل نقد واستنكار العقلاء ومحاولات منابر التنوير المجتمعي لوأد تلك المظاهر في مهدها. إلا أنها في الغالب تبوء بالفشل إذ يجد الشباب السلامة في موقفهم وأنهم مواكبون للعصر والحضارة.. بل يتمادى بعضهم لنعت المنتقد والناصح بالرجعية والتخلف وأحيانا لأدنى منها.فمن صرعات ربيع مجتمعنا السعودي، ظهور كثير من شبابه ببنطلون «طيحني» و بابا سامحني و»سكيني»، وكنت أتوقع أن يأتي دور ال «فيزون» العجيب.. لتكتمل مسيرة التقليد الأعمى، ولكنهم تجاوزوه بفضل ارتفاع مؤشر الوعي وتنامي منسوب القيم لديهم، والتي تعكس مستوى ما نشؤوا عليه في مجتمع يقال عنه محافظ. نعم تجاوز شبابنا الفيزون ولكن إلى أسفل منه، حيث يلاحظ في هذه الأيام – التي تسهم في نضوج الثمار وتعطل متكرر لرفيق الأجيال (قطار الدمام – الرياض) وذلك بفضل الأجواء الصيفية الملتهبة التي تمر فيها المنطقة – خروج هؤلاء الشباب إلى كثير من الأماكن العامة كالمطاعم والحدائق والأسواق وغيرها، ب «شورت» رياضي (قصير) أقل ما يقال عنه إنه خادش للحياء، غير آبهين بالآخر والأمكنة العامة التي لا تخلو من تواجد العائلات. ويبدو أن حرارة الأجواء أذابت لثام الخجل فجاءت الصورة بهذا المنظر المثير للاشمئزاز. ولأن مسلسل التقليد والخروج عن النص هذا ارتبط بتوالي الفصول بدءا بالربيع مرورا بالصيف الذي أجبر غيظه شبابنا على لبس القصير الخفيف، فهل سيُسقط الخريف العربي القادم عن هذه الفئة من شبابنا ما خفّ لبسه في الصيف لتظهر صورة العري الفكري التي وصلوا إليها ويتأكد معها بلوغهم مرحلة «حيص بيص»، والله يخلف علينا بخير.