تتهاوى حجارة البيوت الأثرية في وسط مدينة صبيا، أو ما يسميها الأهالي ب«القصر التركي» أو «القلعة»، يوماً بعد يوم، حتى بقي منها بعض أركانها، التي لاتزال تقاوم العبث ببقاياها. وبلغ حجم التهاون بهذا المكان أن جعله أحد سائقي صهاريج الصرف الصحي موقفاً للصهريج، بل تعدى الأمر إلى أن أصبح مرمى للقمامة والنفايات. ويطالب أهالي المدينة بالحفاظ على ما تبقى من هذه البيوت، التي يطلق بعضهم عليها اسم «القلعة»، لارتفاعها النسبي عن باقي المنطقة المحيطة بها. وأكد مدير فرع السياحة والآثار في منطقة جازان، رستم الكبيسي، أن جميع المناطق الأثرية تنتظر بنودا لتسويرها، وأن ذلك يعد مرحلة أولى من مراحل تأهيل المناطق الأثرية. أما مدير مكتب الآثار في المنطقة، الدكتور فيصل طميحي، فأكد أن الموقع لم يسلم للآثار، موضحاً أن تاريخ هذه الآثار يعود لفترة حكم الأدارسة، وأن نقوش مبانيها تدلل على أنها تتبع لتلك الحقبة الزمنية، التي تشبه بيوت أسرة الأدارسة الذين حكموا صبيا، وأنها بقايا بيوت لأسرة «البواصهة»، الذين ما زال أبناؤهم يسكنون بجوار هذه الآثار. وقال إن تلك الآثار استخدمت لفترة من الفترات كمبنى لإمارة صبيا في العصر الحديث، قبل أن يتحول مسماها إلى «محافظة»، وقال إنه يأمل أن يتم التنسيق بين محافظة صبيا والبلدية ومكتب الآثار لاستصلاح المكان وتسويره لحمايته من العبث والاهتمام بنظافته. وأشار طميحي إلى أن تلك البيوت الأثرية، لو سلمت لمكتب الآثار، فإنه بالإمكان إعادة ترميمها وعمل برامج لزيارتها والتعرف عليها واستخدامها كمعالم سياحية. أما محافظ صبيا، محمد عباس الحكمي، فقال إنه عاين هذه الآثار قبل فترة، وأبدى امتعاضه مما تتعرض له، مؤكداً أنه خاطب مكتب الآثار لحثهم على الاهتمام بالبيوت الأثرية، وأن ردودهم كانت غير مقنعة، مشيراً إلى أن مكتب الآثار لابد أن يهتم بالمواقع الأثرية حتى لو لم تمتلك الأرض التي بنيت عليها الآثار، وأنها مسؤولية الجميع، ومكتب الآثار بالدرجة الأولى. وأضاف أنه أرسل كتاباً إلى إمارة المنطقة لاستفسارها عن الأرض وملكيتها، وأنهم ينتظرون الرد على ذلك. وأوضح أن المحافظة ستستعين بكبار السن والمؤرخين لمعرفة أصحاب هذه البيوت، مرجحاً أن تلك الآثار قد لا تعود ملكيتها لأسرة البواصهة، كما أشار مدير مكتب الآثار الدكتور فيصل الطميحي. وعن إلقاء النفايات والمخلفات في هذا الموقع، قال رئيس بلدية صبيا المهندس أبوبكر مطهر إن البلدية تتابع موضوع النظافة فيه، مهيباً بالمواطنين أن يضعوا النفايات في الأماكن المخصصة لها، وأن يحافظوا على نظافة هذه الآثار، مشدداً على أنه إذا لم يكن هناك تعاون من الجميع، فإن شركات النظافة لن تستطيع وحدها أن تقضي على المشكلة، لأنها ستتكرر، مؤكداً أنه سيوجه فرقة لتنظيف المكان وإزالة تلك النفايات. وأوضح مطهر أن البلدية ترحب بأي تصور لتشكيل لجنة من المحافظة ومكتب الآثار، للمحافظة على هذا التراث في صبيا.