الوقتُ وقتُكِ/ عانقي أَلَمِي وهيَّا نحتسي/ وَجَعَ المسافةِ/ لا خضوعَ/ ولا سكوتَ/ ولا انتظارْ/ الوقت وقتك/ هدهدي وجعي/ امنحيني حِصَّتي في العشقِ/ أو بعضَ الثمارْ/ إني أنا المغموسُ في خجلي/ وبين جوانحي ملحٌ/ ونارْ/ إني أنا ابنك/ كيف تثمر قُبلتي/ في ظهر كفك/ صفعةً تُدمي/ ووجهاً/ مستعارْ؟!/ لِمَ لَمْ أعُدْ حُلْوَ الملامحِ/ شوكتي سيفٌ بظهرِ أخي ويدي تقايض زهرتي/ بالعارْ! الوقت وقتك/ يا ابنةَ النيلِ/ انهضي/ قولي بأنّك غيمةٌ حُبْلَى/ وأن سواعدي/ تستطيع حَمْلَ إرادةِ الأحرارْ/ تستطيعُ أن تبني/ منابرَ عِزّتي/ وتقيمَ أوْدَ الانتصارْ/ قولي بأنك/ لم تزالي شمستي/ وبأنَّ نِيلَكِ لم يزلْ/ رمزاً لوجهِ عروبتي/ ينسابُ في ظمأ الديارْ. قومي/ أنا وَثَبَ الهوانُ على دمي/ ويدِي يكبّلُها القرارْ. يا مصرُ/ نرفعُ في المدى أرواحَنا/ عَلَماً/ فذودي عن جبينكِ/ وامسحي خجلي/ امنحيني رايةً أزهو بها/ وأزيل عن ولدي الصَّغَارْ. قومي/ سألتكِ باختناق مشاعري/ بدماءِ أسرانا/ بحقي أنْ أرى وطني أنا/ وأنا الوطنْ. قومي/ بعهدكِ أن تكوني حِصْنَنَا/ إنْ عَزّ في الكونِ القرارُ/ ولاذ بالحر الكفنْ. قومي/ اقتفي أثرَ الحناجرِ/ صارخاتٍ/ كذبي من قال: إنك لم تعودي/ حُرّةً/ وبأن صهيونَ اصطفاكِ/ زوجةً/ حملتْ سفاحاً في الخفاءِ/ وأنجبتْ هذي المحنْ! قومي احفظي ماءَ الوجوهِ/ وأيقظي/ (رمضانَ)/ من جوف الزمنْ. مالي أرى/ جسداً كبيراً/ لا لسان له/ ولا حتى/ أذن؟! في الكون متسع/ لنبضِ محبّتي في النيل متسع لأنْ/ نبني وطن! بهذه الكلمات ناديت مصر قبل ما يربو على عشرة أعوام، ونشرت صحيفة “الوطن” السعودية هذه الكلمات تحت عنوان (يا مصر) بالعدد 565 الصادر في 17/ 4/ 2002. اليوم، وقد نهضت مصر وتحررت (إلاّ قليلاً)، أتساءل: لو أحببت أن أنادي مصر مرة أخرى كيف سيكون النداء؟ وماذا ستحمل الكلمات بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة والمجلس الرئاسي الخميس المقبل؟ دعونا نتفاءل حتى نلتقي في مثل هذ اليوم من الأسبوع المقبل.