يحرص عديدٌ من سكان الأحساء خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك على تبادل الزيارات للتهنئة بقدوم شهر رمضان، رغبة في إحياء بعض العادات القديمة التي توارثوها من آبائهم. وعلى الرغم من تأثير المدنية الحديثة ومشاغل الحياة على عديد ٍ منهم واضطرارهم إلى تبادل التهنئة عن طريق الاتصالات الهاتفية أو رسائل الجوال، واكتفاء البعض باللقاءات التي تتم عقب الصلوات في المساجد، إلا أن أهالي الأحساء ما زالوا يحرصون على التواصل فيما بينهم ابتغاء للأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، وزيادة لأواصر المحبة فيما بينهم، حيث يبدأ أهالي المنطقة جولاتهم بعد نهاية صلاة التراويح في اليوم الأول من رمضان بهدف تقديم التهنئة لبعضهم البعض، وتستمر هذه الزيارات حتى نهاية الأسبوع الأول من رمضان. يقول مشعل النعيم «إن بداية الشهر الكريم وأيام العيد فرصة جيدة للم شمل الأسر، لذلك يحرص عديدٌ من أفراد تلك الأسر على تبادل الزيارات فيما بينهم، متنقلين من منزل إلى آخر»، وأضاف «حرصت عديدٌ من الأسر في الأحساء على إنشاء مجالس عائلية يلتقي فيها جميع أفراد الأسرة «الرجال والنساء» في جميع المناسبات بهدف زيادة الترابط فيما بينهم وتوطيد العلاقة بين أفراد الأسرة، فضلا عن دور تلك المجالس في حل بعض المشكلات والخلافات التي يتعرض لها بعض أفراد الأسرة ومساندة ودعم المحتاجين منهم». ويؤكد أحد المسنين أن هناك عديدا من المناسبات التي يلتقي فيها أفراد الأسرة الواحدة أو أبناء الحي الواحد في بعض الأماكن التي تمت تهيئتها لذلك، يأتي في مقدمتها أيام العيد بالإضافة إلى الأيام الأولى من شهر رمضان، وقد لعبت المجالس العائلية ومراكز الأحياء دوراً كبيرا في الترابط الاجتماعي الذي تعيشه المنطقة ودعم بعض الأسر المحتاجة، بجانب حل بعض المشكلات التي تظهر في بعض الأحياء، وتعود به الذاكرة إلى الوراء قليلا ليتذكر تلك المناسبات في السنوات الماضية، فيقول» كنا في السابق نبدأ جولتنا بتقديم التهنئة أولا إلى والدينا، ثم نذهب إلى كبار السن في العائلة، بعد ذلك نتوجه لتهنئة الجيران في نفس الحارة، ثم نتوجه إلى الحارات والأحياء المجاورة، ويضيف «في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الكريم يحرص عديدٌ من أبناء المنطقة على الاعتكاف في المساجد، والتنقل بين عدد من المساجد في المنطقة لحضور ختم كتاب الله وكسب المثوبة والأجر، راجين أن تنالهم رحمة الله، ويشملهم كرمه، ويختتم لهم شهرهم بالعتق من النار».