تبدأ البسطات الشعبية في مكةالمكرمة لفت أنظار الناس إليها، وأخذ مواقع الصدارة من الكافيهات والمقاهي العامة التي يهجرها أصحابها نحو هذه البسطات التي تعد فرصة حقيقية لمرتاديها لاستعادة الذكريات، واستشعار قدسية هذا الشهر وروحانيته المختلفة. وأرجع أحد مرتادي هذه البسطات سبب تعلقه بها رغم كبر سنه كونها لا تزال تحتفظ بنفس الطابع القديم ما يولد لديه الشعور بالحنين وبث الحياة في الماضي، كما أنه لا يستسيغ ارتيادها إلا مع صداقات شهدتها سنين ومواقف وثقت من علاقتهم. وقال أحمد سلمان «بمجرد اقترابي من هذه البسطات ورؤيتي لها أشعر براحة نفسية رغم أني أنتظر التطوير ولو بشكل بسيط في أماكن هذه البسطات». وتبرز»الكبدة» و» التقاطيع» كأهم مكونات البسطات الشعبية الشهيرة التي تنتشر في كثير من أحياء مكةالمكرمة القديمة مع بزوغ أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك، والتي سحبت البساط من تحت أقدام «الكافيهات» التي طغت عليها المسحة الحديثة في تقديم الطلبات أو المظهر الخارجي أو في نوعية ما يقدم بالإضافة إلى القيود التي تحد مرتاديها مما يفرض أسلوب وطريقة حديث محدودة. ولفت محب آخر للبسطات الرمضانية أن حرصه على ارتياد البسطات الرمضانية بلغ درجة يحفظ معها كافة أماكن وجودها وعدد السنوات التي تعاقبت عليها، واسم مالك البسطة وابنه الذي أشرف على إقامتها من بعده، كما يعمد إلى التنسيق من أجل التنقل فيما بينها، لاسيما وأن فترة إقامتها محصورة على شهر رمضان. وأشار محمد كريم إلى أن الشباب لا يجدون متنفساً نقياً يوافق روحانية الشهر، وقال «البسطات الشعبية هي الوحيدة التي تحمل هذه الخصوصية في ظل انعدام المخيمات الرمضانية، والأماكن التي تضفي على ليالي رمضان شيئاً من المتعة والراحة بعد تعب العبادة وصلاة التراويح». وتتميز معظم البسطات الرمضانية بالبساطة الشديدة في جوانب التصميم والإنشاء، معتمدةً على تعليق بعض الفوانيس الرمضانية الشهيرة وعقود الإنارة التي ترشد على المكان كونها توجد على جوانب طرق المارة، فضلاً عن عدم حملها أي لوحات أوعلامات تجارية.