هناك طقوس يحرص الناس على أدائها تعيدهم إلى رمضان القديم الممزوج بالحنين وذي النكهة الروحانية. ويحرص الصائمون على زيارة الأسواق الشعبية المنتشرة كالمعلاة والغزة في العاصمة المقدسة. خصوصاً بعد الظهيرة إلى قبيل الإفطار، وإن لم يكن ألامر ملحاً لشراء الحاجيات، إلا أن الزيارة أصبحت ضرورية، لتصبح في النهاية ما يشبه (السياحة الرمضانية) للصائمين. يقول: محمد جميل (انه من الحريصين على زيارة الأسواق الشعبية خلال شهر رمضان كونه يتحين الفرص عندما يطلب منه شراء حاجيات رمضانية لتكون تلك الأسواق وجهته من دون غيرها من الأسواق الحديثة). ويضيف أن الأسواق الشعبية القديمة تشعره بروحانية الشهر من خلال زيارتها والتجول في أزقتها وشراء ما هو مخصص في رمضان فقط، سواء من دكاكينها المتلاصقة أو من البسطات المنتشرة في السوق، إذ يحرص على شراء حاجياته الأساسية من الأسواق الشعبية ك(السوبيا)، و(الفول اليماني)، و(التميس الأفغاني)، مؤكداً شغفه بزيارة تلك الأسواق أنه طيلة شهر رمضان يزور عددا من الأسواق الشعبية بشكل متكرر، مصطحباً معه أطفاله، ليكون مع اقتراب الزوال موعد الخروج من السوق استعداداً للإفطار مع الأهل. أما مجاهد النهدي فيكون اهتمامه بالأسواق الشعبية وحرصه على زيارتها بعد صلاة التراويح، مضيفاً أن في السابق كانت زيارته لتلك الأسواق قبل الإفطار، ولكن لبعد المسافة وكثرة الزحام أجل تلك الزيارات لتكون مسائية. وقال النهدي إنه ما زال يحرص على زيارات الأسواق الشعبية في مكةالمكرمة ، ليكون متنفسه الوحيد في رمضان، مشيراً إلى زيارة المطاعم الشعبية التي تقدم الأكلات الشعبية والتي من أهمها (الكبدة البلدي)، و(البليلة)، إضافة إلى الاستمتاع بالألعاب الشعبية. ويقول: محمد رابع صاحب محل شعبي لا تتجاوز مساحته 4 أمتار في سوق غزة الشعبي ان دخل المحلات في سوق غزه يزداد مع شهر رمضان وأيام الحج، مضيفاً ان الفترة التي يحرص الباعة على وجودهم فيها بعد صلاة العصر إلى قبل الإفطار لكثرة مرتادي السوق الشعبي من أهالي مكة ومن زوارها في تلك الفترة. وتابع رابع (أن الباعة يحرصون على ما يطلبه الزوار كالأكلات الشعبية مثل: التمريات، والمكسرات الفستق اللوزوالبهارات ومقادير الأكلات الرمضانية التي يزداد الطلب عليها في الشهر نفسه، مضيفاً أن غالبية زوار الأسواق الشعبية للتنزه، كونه أصبح نوعا من العادة التي نعتاد عليها في شهر رمضان). ويقول عايض الحارثي احرص على زيارة تلك الأسواق الشعبية المشهورة في مكةالمكرمة، في وقت العصر للتنزه في الغالب، والعودة إلى رمضان القديم في مكة والذي لا يمحى من ذاكرته بسبب تلك الأسواق.