في مشهد إيماني يثير الإعجاب تتقاطر الجموع زائرة للمسجد النبوي في رمضان، ويتناغم مع هذا المشهد كرم حاتمي ونزعة خيرية واضحة لأبناء طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد خطت الدولة في سبيل استيعاب الأعداد المتزايدة خطوات موفقة منها المشروع الرائع لمواقف السيارات حول الحرم.. إلا أن من يتأمل في تنظيم هذه المواقف سيجد أنها فرغت من أهدافها الرئيسة وهو حل مشكلة المواقف واتجهت إلى البحث عن الربح، إذ خصصت عددا من المواقف للاشتراك السنوي والذي يمثل أصحاب الموائد الرمضانية النسبة الغالبة منه.. ولهذا نجد هذه المواقف مشغولة تماماً وقت الإفطار ولكنها وفي ذروة الازدحام تبقى خالية في باقي مواعيد الصلوات الأخرى كالفجر والظهر والعصر.. وهذا الاحتكار للمواقف يقلل من القدرة الاستيعابية للمواقف كما يخرجها عن أهدافها التي أنشئت من أجلها . لهذا فكم أتمنى لو خصصت الاشتراكات لفترة الإفطار فقط وفتحت للإيجار النقدي بالساعة فيما عداه، أما الملاحظة الثانية فتتمثل في الاعتكاف وهو سنة نبوية مؤكدة، بيد أن تزايد الزوار من عام إلى آخر يحتم إعادة النظر في هذا الموضوع من ناحية فقهية، فعمر بن الخطاب عطل حداً للضرورة ومنع باباً من أبواب الزكاة لاقتضاء الحال .. فهل من تنظيم خاص بذلك من قبل شؤون الحرمين، كأن تفتح المساجد المحيطة بالحرم كمسجد الغمامة وعلي بن أبي طالب وغيرهما للاعتكاف وبذا نتجنب كثيراً من المظاهر السلبية المصاحبة للاعتكاف ومنها مضايقة المصلين بالنوم أثناء القيام أو عدم الاهتمام بنظافة المكان وتكدسه بمقتنيات المعتكفين.. ذلك مانتمناه!.