شكا معتكفون في المسجد النبوي من مخالفة وافدين وزوار لآداب الاعتكاف ومخالفتهم للشروط التي تفرضها وكالة شؤون الحرم، وطالبوا بتشديد رقابة المشرفين والمراقبين الميدانيين على أوضاع المعتكفين للحفاظ على المنظر العام داخل الحرم حتى لا يتسبب بعض المعتكفين في مضايقة غيرهم من المصلين والزوار، لا سيما خلال أوقات الصلاة. وأبدى أحمد الردادي (معتكف) تذمره من مخالفة زائرين لآداب الاعتكاف والشروط التي فرضتها وكالة شؤون المسجد النبوي، مبينا أنه رصد خلال مدة اعتكافه هذا العام تكرار مشاهد رصدها على مدى 11 عاما مضت دأب خلالها على الاعتكاف خلال العشر الأواخر داخل المسجد النبوي، مشيرا إلى أن الازدحام الذي يشهده الحرم النبوي هذا العام أحدث ما يشبه الفوضى في إجراءات ضبط المعتكفين وسباقا على حجز الأماكن فيما بينهم، دون مراعاة لأحوال المصلين والزوار من الداخل والخارج، وأوضح الردادي في حديثه ل «عكاظ» أن من بين المشاهد التي رصدها كثرة الملابس والأغطية ووسائد النوم في المواقع التي يمارس فيها المعتكفون عباداتهم خلال شهر الصيام، وكذلك قيام بعض المعتكفين بالاستعانة بالأغطية (الشراشف) في حجز الأماكن لهم ولغيرهم من المعتكفين دون أن يشغلها أحد وعند إقامة الصلاة تبقى تلك الأماكن فارغة، كما تظل محجوزة بتلك الأغطية، وأضاف بأن عددا من المعتكفين خالفوا الأنظمة بإدخالهم الأطعمة إلى داخل المسجد النبوي، ما أدى لانتشار الروائح دون مراعاة لمشاعر المصلين وحرمة المكان، مبينا أن وكالة شؤون المسجد النبوي تشدد على خروج من يرغب في تناول الطعام أثناء السحور وبعد الإفطار والعودة مرة أخرى إلى الأماكن التي يشغلها المعتكفون داخل الحرم، وتشدد على منع دخول أي من أصناف الأطعمة التي تنبعث منها روائح، فيما عدا الخبز واللبن (الزبادي) والمياه والقهوة والعصائر أثناء الإفطار. وأضاف: يبدو أن بعض المعتكفين استغلوا الازدحام الذي يشهده الحرم النبوي هذا العام، واستطاعوا تمرير أنواع من الأطعمة إلى جوف الحرم النبوي دون ضبطهم من قبل حراس الأبواب، مبينا أن المخالفة تشهد انتقاد العديد من الزوار والمصلين الذين يتضايقون من الروائح التي تصدر عن الطعام. ونادى أحد المعتكفين إلى ضرورة تخصيص أماكن محددة للمعتكفين ليتسنى للمشرفين والمراقبين ضبط عملية دخولهم وخروجهم من أبواب محددة خلال الأيام المتبقية من رمضان أو خلال المواسم المقبلة، والسماح لهم بالدخول والخروج خلال أوقات محددة، ومنع إدخال الأطعمة لكافة المعتكفين أو حظرها عنهم داخل الحرم. وكانت وكالة شؤون المسجد النبوي قبل رمضان أبلغت المعتكفين عن جملة من الشروط التي سيتم فرضها على الراغبين في الاعتكاف في الحرم والاستفادة من الخدمات التي تقدمها الوكالة؛ تتضمن التزام المعتكفين بتطبيق عدة شروط والتعهد على عدم مخالفتها تضمنت عدم إدخالهم للمسجد النبوي ما يخل بالمظهر العام كالفرش والملابس الزائدة والالتزم بالاحتفاظ بما يتم إدخاله في الدواليب المخصصة للمعتكفين بالجهة الشمالية من المسجد، وأن يحرص المعتكف على أن تكون أغراضه التي يجلبها إلى المسجد النبوي مرتبة باستمرار ولا تعيق المارة ولا امتداد صفوف المصلين، وأن يتجنب الجلوس في الممرات وجوار الفاصل بين أقسام الرجال والنساء، وأن يحرص على عدم استخدام مقتنيات المسجد في غير ما خصصت له أو تحريكها أو تغيير وضعها مثل كراسي المصاحف ودواليبها والسجاد والبرادات وكاسات الشرب، مع الحرص على جعل الموقع الذي يجلس فيه المعتكف نظيفا ومرتبا وأن يتعاون مع العاملين بالمسجد لأداء عملهم من نظافة وترتيب وفتح الممرات. ودعت وكالة شؤون المسجد النبوي المعتكفين الاتجاه إلى المواقع المخصصة للوضوء، وعدم استخدام البرادات وصنابير الشرب، والحرص على الاستفادة من قلة الزحام في دورات المياه بين الصلوات، وعدم ترك المعتكفين أطفالهم أو جلساءهم يعبثون في المسجد ويؤذون بذلك المصلين والمعتكفين، وكذلك عدم إدخال الطعام غير المسموح به إلى داخل المسجد وتناوله خارجه، والحرص على رفع المخلفات ووضعها في الأوعية المخصصة لذلك. كما شددت وكالة شؤون المسجد النبوي على منع وضع المعتكفين أغراضهم الخاصة أو الأحذية على فتحات التكييف أو على دواليب المصاحف أو تعليقها على جدران المسجد، وألا يكونوا سببا في إزعاج المصلين بالتحدث عبر الهاتف الجوال، وأن يبادر المعتكف بإخراج كافة الأغراض الخاصة به فور ثبوت شهر شوال حيث سيخضع المسجد بعد صلاة العشاء مباشرة لتنظيف شامل وسترفع كافة موجودات المعتكفين إلى خارج المسجد.