نال الإصلاحيون في إيران لقب «تيّار الفتنة» من قبل «خامنئي» وجماعته. وأخيراً وصفهم «حميد رضا مقدّم» المستشار الثقافي للحرس الثوري بالخونة وحذّرهم من استغلال تعاطف النظام. وبعد إهانة «تيار الفتنة»، أكد «مقدّم» إمكانية «عودة الإصلاحيين إلى المشهد السياسي والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، شرط إعلان البراءة من رفاقهم وأصدقائهم لارتكابهم جريمة خيانة النظام»!. ورغم تأكيده «عدم نجاحهم في الانتخابات لنبذهم من قبل الشعب»، إلا أن مجرّد دعوتهم بالعودة إلى النشاط السياسي، تحمل في طيّاتها رسالة تهديد واضحة «لنجاد» وجماعته الملقّبين «بتيّار الانحراف». ويجمع قادة إيران على ضرورة التراجع حيال الملف النووي، ويرجّح «خامنئي» وتياره المُهيمن، إرغام «نجاد» على توقيع «اتفاقية الهزيمة» قبل نهاية دورته الرئاسية بعد عام. ويجمع قادة الحرس وبيت القائد على أن «نجاد» أصبح شوكة في حلق «خامنئي»، وتصعب السيطرة على تصرّفاته الخارجة عن المدار. ويمكن أن يستغل «نجاد» فرصة توقيع «اتفاقية الهزيمة»، ليدّعي الاقتداء «بالخميني» بقبوله تجرّع كأس السم في سبيل إنقاذ البلاد. وسيتهم «خامنئي» وجماعته بسوء الإدارة وإغراق إيران في الأزمات. ويخطط «خامنئي» ومعه الحرس بتحجيم دور «نجاد» ومحاصرته ومنعه كلياً من إلقاء الخطب والحوار مع وسائل الإعلام، ووضع حد لمناوراته الاستفزازية التي من شأنها إفشال المفاوضات النووية أو العمل على مزيد من تأزيم علاقات إيران إقليمياً ودولياً على غرار زيارته لجزيرة «أبوموسى» الإماراتية واحتلاله حقول نفط «فكّة» العراقية. ويقرّ «خامنئي» أن الإصلاحيين مثل «خاتمي» و«موسوي» الملقّبين «بتيار الفتنة»، يقبلون بالنظام على الأقل، على عكس «تيار الانحراف» المتمثل «بنجاد» وجماعته المتهمين برفض النظام. ممّا يعني أن إيران ستقودها «الفتنة» عوضاً عن «الانحراف» في المرحلة المقبلة!