قال الفنان جعفر الغريب إنه كان يعيش أواخر الستينيات الميلادية في الأحساء، في مدينة الهفوف، وفي حي الكوت، عندما كان عمره حوالى العاشرة. وأضاف أن بيتين في حارتهم كان لديهما جهازا تليفزيون «أحدهما في بيت عمي أحمد، وكان تاجراً ميسور الحال يبيع الأرزاق في القيصرية.. ولديه أيضاً مجموعة من العمال يخيطون (البشوت). ووقتها كان تليفزيون الظهران يبث من أرامكو بالأبيض والأسود. وأسبوعياً كان يبث خمسة أفلام عربية مصرية. وهناك ليلة خاصة بالمصارعة.. وكان منزل عمي يمتلئ ليلاً بأهل الحارة الذين يأتون ليشاهدوا التليفزيون، حتى لا تكاد تجد لك موطئ قدم.. فكل شخص يطرق الباب يدخل ويأخذ مكانه.. والكهرباء في تلك الأيام كانت موجودة، لكن ليس في كل البيوت.. وأذكر أيام «السراج»، و»التريك الأبيض» وأنا في السابعة، أو الثامنة». كما أذكر خالة والدتي عندما كانت تقول لي سوالف «حزاوي» عن رمضان قبل النوم. وعندما يأتي رمضان تنتشر «الفوانيس» في الحارة. أما المسحراتي «أبوطبيلة» فكان يوقظ الناس على «السحور»، وكنا نلاحقه من «سكة إلى سكة» وهو يذكر أسماء أصحاب البيوت كلما مر أمام بيت «اقعد يا حجي فلان قوم تسحر.. قوم اذكر الدايم»، وكنت في طفولتي أجمع بعض أبناء الحارة ونرتجل بعض المسرحيات فوق «كرفاية» (سرير). واعترف الغريب بوجود فروق بين رمضان في السابق وحالياً «لكن رمضان الحالي مازال جميلاً، حيث يلتقي الأقارب في المناسبات، وفي كل ليلة يكون الفطور عند أحد البيوت «نعزم الإخوان والأقارب وجميع الأصحاب.. ومازالت هذه العادة الرمضانية الجميلة متواصلة في كل مكان من بلادنا». وذكر الغريب أن أول تليفزيون دخل بيتهم كان وهو في عمر 15 سنة «كان أيام الأبيض والأسود.. وكان من ماركة نفيكو، وله دولاب خشب. اشتراه الوالد رغم أنه ما كان مقتنعاً به، لكنه خضع لإلحاحي أنا وإخواني. ووقتها، إذا طلع المذيع تقوم بعض النسوة بتغطية رؤوسهن». وأذكر من البرامج الشهيرة برنامج الشيخ علي الطنطاوي – يرحمه الله – الذي كان يبث بعد الإفطار في رمضان.