هاجم قتلة الأسبوع الماضي اثنين من أبرز المعارضين للتطرف الديني في روسيا في ظل انتشار النضال العنيف ضد التطرف الديني فيها. وهوجم كلا الرجلين في مدينة قازان على نهر فولغا وهي عاصمة جمهورية “تتارستان” قلب الإسلام في روسيا. وقتل “فاليولا ياكوبوف” نائب المفتي العام، بينما ادخل المفتي العام “الدوس فايزوف” إلى المستشفى. وألقت السلطات المحلية باللوم على المتطرفين الإسلاميين على الفور، قائلين إن كلا الرجلين كانا من المدافعين بصرامة ضد تقاليد حضارتهما، وكانا من أبرز المناضلين ضد التأثير السلفي في “تتارستان”. وإذا ثبتت أقوال السلطات، فمن الممكن أن تكون نقطة تحول لروسيا والإسلاميين المتمردين فيها، التي كانت تركز حتى الآن على الأعمال الإرهابية شمال القوقاز إلى أقصى الجنوب. وبالتأكيد فإن روسيا ستأخذ مزيداً من احتياطاتها بعد الهجمات الأخيرة ضد التطرف الإسلامي، وستعد ما حصل مؤخراً دليلاً إضافياً على تحذيراتها السابقة من وجود عناصر من القاعدة فيها، بسبب دعمها لبشار الأسد. وتعد جمهورية “تتارستان” التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، من أهم المناطق المنتجة للبترول وسط روسيا، وكانت مركزاً للحضارة الإسلامية منذ القرن العاشر. كما كانت تتمتع بالسيادة على العاصمة “موسكو” حتى غزاها القيصر “إيفان” الرابع المعروف ب”إيفان الرهيب”.