كشف الأستاذ المساعد في الدراسات البحرية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد قربان عن تلوث خليج تاروت بمخلفات صناعية وزراعية. لكنه لفت إلى أن الدراسات التي أجريت على عينات من الأسماك التي تم اصطيادها من أماكن متفرقة في الخليج العربي لم تظهر تلوثها بالمعادن الثقيلة، معتبراً أن أسماك الخليج العربي آمنة. وقال قربان ل «الشرق» إن مياه الخليج العربي معرضة للتلوث كونها قريبة من الصناعات النفطية، لكنه أكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في استمرار ردم المناطق التي تتكاثر فيها الأسماك، وتأثير الردم على التيارات البحرية، موضحاً إمكانية معالجة التلوث والتغلب عليه لكنه استبعد إمكانية إعادة المناطق التي ردمت. وشدد على ضرورة إعداد دراسة بيئية قبل الشروع في ردم أي منطقة. ونفى قربان وجود دراسات مستفيضة حول التلوث في مياه البحر الأحمر، لكنه ألمح إلى تلوث المناطق المحيطة بالمدن الكبيرة بمياه المجاري التي يمكن درء خطرها بمعالجتها معالجة ثنائية لمنع وصول المواد الضارة للمياه. من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الغذاء في الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور إبراهيم المهيزع، إن 120 إرسالية أسماك رفضت العام الماضي عبر خمسة منافذ حدودية هي الرياضوجدةوالدمام والبطحاء والطوال، قادمة من دول كالهند وباكستان واليابان وفرنسا وهولندا وفيتنام وإسكتلندا واليمن وغيرها، بسبب عدم مطابقتها لما ورد في المواصفات القياسية المعتمدة، كعدم كفاءة وسائل النقل وطريقة الحفظ، وتلوثها بالملوثات الجرثومية المسببة لمرض الكوليرا، وتلوثها بالملوثات الكيميائية مثل الزرنيخ وغيرها، لافتا إلى أن أكثر الملوثات التي يتم الكشف عنها في العينات هي الملوثات الجرثومية، لاستيرادها من مناطق موبوءة ببعض الأمراض (كالكوليرا)، والتلوث بالمعادن الثقيلة والملوثات الكيميائية، حيث إن بعض الأسماك تتغذى على أعشاب ملوثة بمخلفات المصانع أو مياه الصرف الصحي أو المخلفات النووية وتسريبات الزيت الخام في البحار والأنهار، مشددا على ضرورة أن يتأكد مفتشو الهيئة من خلو الإرساليات الواردة من الملوثات ومطابقة بنود المواصفات القياسية المعتمدة (الخاصة بالملوثات) لكل منتج قبل فسحها، واختبارها معمليا وتدقيق المستندات المرفقة ومطابقة الأصناف الواردة مع تلك المسجلة والتأكد من وجود البيانات الإيضاحية المنصوص عليها، وبين أن فحص إرساليات الأسماك يتم عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية بمعرفة إدارات التفتيش على الغذاء المستورد التابعة للهيئة، حيث تفسح الإرساليات التي لا توجد عليها ملاحظات وتسلم الأوراق لإدارة الجمرك في اليوم ذاته لإنهاء الفسح. وكانت دراسة أجرتها الأستاذة في قسم العلوم الغذائية في جامعة الملك سعود، الدكتور نوال البدر، عام 2008 م، على أسماك تم اصطيادها من مياه الخليج العربي، قد أثبتت وجود تركيزات للمعادن الثقيلة في أسماك الهامور والكنعد وغيرها تقع ضمن المعدلات الآمنة، وفي دراسة أخرى عن تركيزات المواد الهيدروكربونية ذات المصادر البترولية في أنسجة الأسماك أجريت عام 2002م، أظهرت وجود تركيزات أعلى من الحد الآمن.