أكدت ابحاث اجريت في المملكة مؤخرا ان السواحل البحرية تأثرت بنتائج الكارثة البيئية الخليجية بشكل مختلف بالعلاقة مع الخصائص الطبيعية لهذه السواحل وهكذا فقد كانت السواحل الملحية التي تشكل حوالي نصف طول السواحل السعودية في المنطقة اكثرها تضررا بالنفط الخام وظهر من خلال البحوث ان 25 بالمائة منها ميت تماما ، وبعيدا عن تلك الكارثة نجد انفسنا امام مارد آخر أشد خطرا وهو الملوثات التى القتها السفن فى المياه خاصة بعدما اعلن مؤخرا عن استقبال موانئ المملكة 11 الف سفينة سنويا فضلا عن سكب 50 بالمائة من النفايات النفطية في مياه الخليج ما بين ميناءي الملك عبد العزيز بالدمام والجبيل. سواحل الشرقية أكثر المناطق عرضة للتلوث ( اليوم ) ويحدث ذلك فى الوقت الذي تشكل فيه هذه المياه مصدرا رئيسيا لصيادي الأسماك في المنطقة الشرقية ، ورغم ان خطر تلوث مياه الخليج العربي بمخلفات السفن لم يعد خافيا على احد وكذا التأثير السلبي على الكائنات الحية التي يشكل معظمها مصدر غذاء لسكان السواحل ، اصبحت القضية الاكثر الحاحا من التلوث نفسه ويجب فتح ملفها هي الصمت الرهيب وعدم التحرك لتفادي كارثة بيئية وشيكة .. "اليوم" تفتح الملف فى التحقيق التالي .. رغم ان البحوث قد كشفت عن بدء الحياة "البيئة النباتية والحيوانية" الانتعاش في هذه المناطق ودعت لضرورة الحفاظ على هذا التغير الايجابي ، جاءت نتائج اخرى محبطة بعد ان كشفت ان السواحل المغطاة بحشائش الماء الزرقاء لا تبدي اي علامة على القدرة على اعادة التوالد والتكاثر وبالتحديد، بعد هلاك كل انواع السرطانيات والديدان والاحياء النباتية الاخرى وعجزت حيوانات ونباتات السواحل القريبة عن الاستقرار فيها ولجأت لتجنبها تماما ، ومن المناطق الساحلية التي اثبتت قدرتها على التجديد هي التي تشهد حركة سريعة للامواج والتى تعمل من خلال ارتطامها بالصخور على توفير ما يكفي من الاوكسجين وغسل بقايا النفط المترسبة على الصخور ، وألحق النفط الخام بعد 10 اعوام من حرب الخليج ضررا بالغا بأشجار المانجروف الاستوائية على السواحل السعودية وهي مناطق اقصى الشمال "عالميا " بالنسبة لهذه النباتات الاستوائية وعكس السواحل الرملية والملحية فقد اثبتت السواحل الصخرية انها اكثر السواحل السعودية قدرة على التجدد، واثبتت الفحوصات ان 50 بالمائة من هذه السواحل جددت نفسها تماما خلال الاعوام الماضية ، واكثر المناطق الساحلية التي اثبتت قدرتها على التجديد هي التي تشهد حركة سريعة للامواج، حيث تعمل حركة الموجات وارتطامها بالصخور على توفير ما يكفي من الاوكسجين وغسل بقايا النفط المترسبة على الصخور. السفن التجارية وناقلات النفط القادمة من المحيط الهندي عندما تقف في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام أو الجبيل تظل واقفة فترة تملأ خلالها حاوياتها بالماء لتظل ثابتة وحين تكمل حمولتها من النفط تقوم بتفريغ المياه التي اختلطت بكمية كبيرة من الزيت وهذا يؤثر على الكائنات الحية في الخليج خاصة عرائس البحر.فى وقت سابق اكد خبير في علم البيئة أن مشكلة منطقة الخليج وسواحل المنطقة الشرقية تحديدا ، تتركز فى انها قد تكاد تكون أكثر المناطق عرضة للتلوث كون كميات النفط الخارجة منها كبيرة بحكم أن المملكة اكبر منطقة لتصدير الزيت في العالم ، مشيرا إلى أن ما يسمى السفن التجارية وناقلات النفط القادمة من المحيط الهندي عندما تقف في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام أو الجبيل تظل واقفة فترة وتملأ خلالها حاوياتها بالماء لتظل ثابتة ، وحين تكمل حمولتها من النفط تفرغ المياه التي اختلطت بكمية كبيرة من الزيت وهذا يؤثر بالطبع على الكائنات الحية في الخليج خاصة عرائس البحر، لأن هذا التلوث أوجد تركيزات من الهيدروكربونات والمركبات العضوية الأخرى في مياه الخليج. ونظراً لاعتماد دول الخليج على مياهه كمصدر للماء العذب الذي تتم تحليته فإن زيادة تركيزات الهيدروكربونات والعناصر الثقيلة في مياه البحر يؤثر بدرجة كبيرة على نوعية المياه المنتجة في وحدات التحلية خاصة وان البترول يتضمن أكثر من مليون مركب من الهيدرو كربونات.
التركي : خطر التلوث لا يحتمل التأجيل حذر رئيس الاتحاد الخليجي لجمعيات مكافحة السرطان ورئيس جمعية السرطان السعودية، من خطورة تلوث البيئة البحرية بسواحل الشرقية الناتج عن الزيوت المتسربة من السفن الكبيرة خلال وجودها بموانئ المنطقة الشرقية مؤكدا ان مواجهته لا تحتمل التأجيل، مشددا على ضرورة التوعية بتلك المخاطر والالتزام بقرارات هامة صدرت فى هذا الشأن من الحكومة الرشيدة، وقال التركي : لا نستطيع ربط التلوث البيئي بمرض السرطان نظرا لعدم وجود مراكز ابحاث فى المملكة تؤكد هذا الارتباط من عدمه، مشيرا فى الوقت نفسه الى ان الربط بين التدخين والاصابة بالسرطان استند لدراسات وابحاث علمية متخصصة، وكشف التركي عن عقد مؤتمر يوم الخميس المقبل فى فندق الميريديان بالخبر بمشاركة منظمة الصحة العالمية واتحاد الاطباء العرب وجمعية السرطان ومستشفى الملك فهد التخصصي ، يبحث آثار التلوث البيئي وعلاقته بالسرطان.
حظر القاء"مياه التوازن " بالبحر يشدد عالم على أهمية المسارعة لوضع محطات استقبال ومنع أي سفينة من القاء مياه التوازن في البحر، مشيرا الى ان النفط الموجود في مياه الاتزان يصل إلى 1 بالمائة من حجم الماء، ولو فرضنا أن السفن ترمي مائة الف طن من ماء الاتزان ، لتضمن رمي نحو الف طن من الزيت، وهذه كمية كبيرة تزيد حجم التلوث في المياه وتهدد الكائنات الحية عطفا على ما يترتب عليها من تلوث على الحياة العامة،وأضاف ان وجود محطات استقبال ليس من شأنها أن تساعد على تفادي أو معالجة هذا التلوث، بل لها مردود اقتصادي ، مشيرا إلى أنه من السهل معالجة المياه المختلطة بالزيت وإجراء عملية الفصل وذلك لاختلاف كثافة الماء عن الزيت. مستشهدا بدول متقدمة في هذا الجانب من حيث المحافظة على البيئة البحرية ومنع التلوث، وفي مقدمتها سنغافورة التي تعد من الدول البارعة في هذا الاتجاه، حيث لا تستطيع سفينة أن تفرغ مياه الاتزان في البحر نتيجة للمراقبة عبر الأقمار الصناعية لمياهها، ويقال لو أن سفينة رمت فنجانا في البحر لاكتشفها أهل سنغافورة، بسبب فرض غرامات كبيرة على السفن المخالفة وفق الأنظمة والقوانين المشددة في هذا الجانب ، وبين عشقي ان الاتفاقيات والقوانين التي تتعلق بالحفاظ على البيئة غير مطبقة بحذافيرها كما لا توجد رقابة على البحار ومنها البحر الأحمر الذي ترمى فيه حتى النفايات الصناعية.
مخاطر ملوثات السفن تعصف بالبيئة البحرية
ضياع المعاهدات الدولية بين «النقل والأرصاد والموانئ» رغم توقيع المملكة على معاهدة «ماربول» العالمية لحماية مياه البحار من التلوث، وتصديق مجلس الوزراء السعودي عليها برقم 134فى تاريخ 19/4/1425ه والموافقة عليها بالمرسوم الملكي رقم م/33/وتاريخ 1/6/1425ه، والمتضمن إنشاء مرافق استقبال في موانئ السعودية لمعالجة مخلفات السفن والنقالات من أجل المحافظة على البيئة البحرية والساحلية، كشفت مصادر مهتمة بعلم البيئة أن تطبيق إجراءات المعاهدات الدولية لاتزال حائرة بين ثلاث جهات معنية وهي وزارة النقل والمواصلات والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمؤسسة العامة للموانئ في السعودية. ونظرا لما حظيت به المعاهدة من اهتمام عزز ذلك بصدور الأمر السامي الكريم رقم 4511 وتاريخ 31/5/1430 والذي يقضي بتطبيق الإجراءات والضوابط الخاصة لمشروع إقامة تجهيزات استقبال ومعالجة مخلفات السفن والناقلات في الموانئ السعودية وفقا لمتطلبات الاتفاقية الدولية لمكافحة التلوث بالزيت «ماربول» 1973- 1978 الصادرة من المنظمة الدولية البحرية، يرى خبراء أن تنفيذ هذه التوجيهات لم يكن ملموسا حتى الآن للحد من مخاطر التلوث الذي يكاد أن يعصف بالبيئة في المنطقة الشرقية على وجه الخصوص.
تلوث المياه بالزيت يؤثر على الصيد والكائنات البحرية
رصد السفن المخالفة وفرض غرامة رادعة لوقف الظاهرة يوضح مدير الدراسات البحرية بمعهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور محمد قربان أن مياه الخليج من أكثر المياه المعرضة لتأثيرات التلوث على البيئة البحرية سواء من تأثيرات شاطئية أو أرضية أو حتى مقذوفات السفن، كونها أكثر منطقة تستقبل السفن لأنها غنية بالبترول، فيما يؤكد المتحدث باسم هيئة حماية البيئة والحياة الفطرية حسين القحطاني أن الهيئة تبذل جهودا كبيرة في التصدي لظاهرة التلوث بالزيت، وتقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة في حالة تلقيها بلاغا من حرس الحدود أو أي جهة أخرى حول وجود تلوث بالزيت نتيجة للتسرب أو غيره، وتتم المسارعة لمعالجته في حينه، إضافة لتحديد الجهة المتسببة في التلوث وفرض غرامة عليها وفقا للقوانين الدولية، مشيرا إلى أن هناك منظمات وجهات أخرى تعنى بالتلوث الناتج عن مياه التوازن التي تقذفها السفن في البحر ، ويقول احد العاملين في سوق السمك ان التلوث يكون له تأثيرات في الغالب على الأسماك، ويستطيع الصيادون تمييز السمك الملوث وذلك من خلال وجود أورام في جسد السمكة ويتم إتلافها. وكانت دراسة اعدتها جامعة ألمانية قد كشفت عن خطورة «التلوث الخفي» لسواحل المملكة الشرقية بالنفط الخام الذي تسرب الى مياه الخليج العربي خلال حرب الخليج الثانية وتخالف الدراسة التي اعدها فريق من العلماء الالمان اعلان منظمة حماية البيئة التابعة للامم المتحدة "اونيب" لعام 1993 الذي تحدث عن عودة الحياة الى مياه الخليج العربي وسواحله بعد كارثة النفط الخطيرة التي ألمت بالخليج العربي ويتحمل النظام العراقي المسؤولية الاساسية عنها ، وتشير تقديرات الى ان كميات النفط الخام التي تسربت من السفن المقصوفة والغارقة وصنابير النفط التي فتحها النظام العراقي عن عمد الى مياه الخليج تتراوح بين مليون الى 6 ملايين طن وهي كمية تنذر بعواقب بيئية كارثية.