أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي ساحة مهمة لتنافس الأندية الكبرى في أوروبا، فالابتكار واكتشاف آفاق جديدة فيها لا ينتهي، كما أن وقعها لدى المتابع والمشجع يختلف عن الإعلان أو التواصل عبر الوسائل التقليدية. في كل يوم نرى خطوات جديدة تخطوها كبرى الأندية في هذا الوسط، بينما نرى أنديتنا المحلية بعيدة بشكل كبير عن التفاعل واستغلال هذه الوسائل رغم أن الاحصائيات تشير لوجود الهلال مثلاً ضمن الأندية المائة الأكثر متابعة على فيسبوك في العالم. في الأيام الماضية أصبح تشيلسي أول نادٍ إنجليزي يطور صفحته في تويتر إلى علامة تجارية مسجلة هناك، وذلك بدفعه لمبلغ لا يقل عن 25 ألف دولار، مما يتيح له استخدام صفحته في تويتر لنشر إعلانات، وهو ما استخدمه النادي حالياً ليعلن عن جولته التدريبية مستخدماً وسماً (هاشتاق) خاصاً بذلك، كما يتيح له تثبيت التغريدات التي يرغب في أعلى الصفحة (وهو ما فعله النادي لتغريدة تحوي مقطعاً من يوتيوب لإجابات لاعبيه على الأسئلة التي وصلتهم عبر فيسبوك)، وهنا نلاحظ التفاعلية التي أوجدها النادي باستخدامه عدة قنوات إعلامية جديدة، وهذا مؤشر واضح على أن الأندية أصبح لديها الاستعداد التام لبذل المال والوقت في تطوير تواصلها عبر الشبكات الاجتماعية. الفائدة الكبرى التي تحققها الأندية من جراء ذلك هي تعزيز شعور الانتماء لدى جماهيرها وأنهم جزء مهم من هذا النادي، ومتى ما حصل المشجع على هذا الشعور وجد نفسه لا يتردد في حضور ومتابعة مباريات فريقه وشراء منتجاته أو الاشتراك بعضويته ودعمه بكافة الطرق. كما لا نغفل قدرة هذه الوسائل على جمع الجماهير من مختلف الأماكن تحت صفحة واحدة أو هاشتاق معين لموضوع يهمهم، وهو ما يقول عنه “لويس ويلتشر” المسؤول عن الرياضة لقارة أوروبا في تويتر أن الوسوم أو الهاشتاق هي “الهتافات الجماهيرية الجديدة” في عالم كرة القدم، حيث تستطيع أن تضم تحت سقفها كل من النادي، وجماهيره، وكذلك اللاعبين. التوسع في نشاطات الأندية في الوسائل الاجتماعية لا يتوقف على بث التغريدات أو نشر الأخبار ومقاطع الفيديو والصور، بل تجاوز ذلك ليشكل دمجاً بين الحياة الواقعية والافتراضية إن جاز التعبير، فنادي ارسنال يعتزم الاستفادة من بيانات واهتمامات قرابة 11 مليون معجب لصفحته على فيسبوك، وكذلك 1.6 مليون متابع على تويتر ليعيد صياغة عضوية النادي وتقديمها وفق باقات مختلفة تناسب اهتمامات جماهيره. في أوروبا، باتت معظم الأندية الكبيرة تضم أقساماً خاصة بالتواصل الاجتماعي تكرس جهودها لتعزيز تواجدها في هذا العالم المتسارع، فعلى سبيل المثال، أنشأ نادي ريال مدريد صفحة رسمية في تويتر باللغة العربية لجماهيره في المنطقة، مما ميزه عن معظم منافسيه في هذا المجال. وهذا يوحي لنا بأننا سنرى تنافساً أكثر قوة وإبداعاً بين الأندية لاستغلال هذا الوسائل خلال الفترة القادمة، فعدم المواكبة يعني التأخر وفقدان حصة من هذا السوق الواسع، وكل خطوة إلى الأمام تعني تفوقاً على المنافسين واقتراب أكثر من الجماهير. وهنا أتفق كثيراً مع النظرة المستقبلية لنائب رئيس برشلونة خلال إعلان ميزانية النادي الأسبوع الماضي عندما قال: أنا متفائل جداً بقدرتنا على تحويل جهود النادي الإلكترونية إلى مصدر دخل له، هي منطقة النمو القادمة، لقد بذلنا فيها جهوداً كبيرة وهي تحمل لنا فرصاً عظيمة.