غرّد وزير التجارة ومرّر تغريدته على الضحايا بعد وقوع فأس التجار في رأس المستهلك، نعم التغريدة حققت “الشنة والرنة” عند ضعاف النفوس، ولم تقنع الضحايا الذين اكتووا بنار الأسعار التي لا ترحم. وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة، قال في تغريدته على “تويتر”: “أشكركم جميعاً على متابعتكم للأسواق، لدينا الآن 28 مليون مراقب”، وهذا اعتراف ضمني بنقص المراقبين لديه وترك حبل المراقبة على غارب 28 مليوناً منهم 24 مليون مواطن وأجنبي والبقية فوق البيعة، لأن زود الأسعار ونقصها – على ما يبدو- عند الوزارة واحد. البلاغات انهالت على الوزير ووزارته، وهذا شيء كان متوقعاً مع إطلالة الشهر الكريم حيث تعودنا من التجار فتح سلالهم الغذائية وسكاكين أسعارهم التي لا تُبقي ولا تذر، ومع هول صدمات الأسعار ارتفعت نسبة الشكاوى إلى أكثر من عدد السكان والمقيمين، وهذا يكشف الوضع المأساوي الذي وصلت له الأسواق في غفلة من الوزارة التي كبرت الوسادة، ويكشف في نفس الوقت سعادة الوزير بتفاعل 28 مليوناً مع وزارته، وهي نسبة تحرج الوزير وموظفيه، ولا يعتد بها كرصيد موجب بل سالب في علم الأداء الوظيفي. بعض المتفاعلين مع تغريدة الوزير شكروه ولا أعرف على ماذا يشكرونه، وهل هذه لزمة خنوع وتبعية تولدت ثقافتها عند مجتمعنا إلى درجة شكر الوزير ووزارته على سيل البلاغات التي تؤكد تضرر المستهلك من السوق الاستهلاكية رغم المناداة والتوجيهات العليا المستمرة للحد من جشع التجار وحماية المستهلك بكل الطرق القانونية؟ تغريدة الوزير أتت بعد نفاد سلع التجار وسلالهم التي شارفت صلاحياتها على الانتهاء، وبعد تفريغ جيوب الغلابة على بوابة الشهر الكريم!