الرياض – يوسف الكهفي، عايد الرشيدي اللحيدان: أستغرب سماح الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنشورات قد تكون طريقاً للتطرف الشمري: عمَلنا مُنظم وبعيد عن الاجتهادات الفردية.. وكُتيباتنا لا تصدر إلا بعد إجازتها يختار بعض المجتهدين من أئمة المساجد والمؤذنين، وعدد من الدعاة المستقلين، نشراتٍ دينية تتضمن أدعية وكتباً للرقية الشرعية، بهدف الوعظ والإرشاد، فيقومون بنسخها، مضيفين عليها أدعية تحث على الأعمال الصالحة، تُنشر كمطويات في المساجد وبعض المحلات التجارية، فضلاً عن محطات الطرق السريعة، وتجمعات الشباب في المتنزهات ومقاهي «الشيشة». يقول المستشار القضائي والمستشار العلمي للجمعية العالمية للطب النفسي في دول الخليج والشرق الأوسط الشيخ صالح اللحيدان، «أستغرب من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السماح بهذه المنشورات التي قد تكون طريقاً للتطرف أحياناً، فضلاً عن أن بعضها يتضمن أحاديث ضعيفة، أو أدعية لا أصل لها، ثم إن بعضها يذكر قصصاً وأخباراً غير حقيقية، تنطلق من العاطفة فقط، كما أنهم لا يذكرون المراجع كما ينبغي، فيفقد هنا التأصيل والتقليد وتعد مخالفة صريحة لمن يعنيه الأمر وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف». وأضاف «هناك من يقرأ هذه المنشورات والمطويات وما تحويه من روايات وأخبار من العوام فيطبقها كأنها أحاديث صحيحة وروايات صحيحة، فيقع الإثم على من ينشرها، ومن القواعد الشرعية المعروفة (لا تُروى رواية إلا بدراية فإذا انعدمت الدراية فلا تجوز الرواية»، وقد بوب كبار العلماء خلال القرون الثلاثة المفضلة التشديد على منع الروايات الموضوعة التي لا أصل لها لأن الله سبحانه وتعالى بدأ الخلق بالقطعيات، ونصيحتي لجميع الدعاة والعلماء هي أن يضبطوا هذه الأمور بمعيارين الأول أن يأخذوا إذناً من أجل الحيطة وعدم الوقوع في الزلل، والأمر الثاني عليهم أن يوثقوا النصوص والروايات». من جانبه، علق مدير إدارة مكتب الدعوة والإرشاد الشيخ حامد الشمري قائلاً «المطويات لا تصدر إلا بعد إجازتها من وزارة الإعلام، وتعرض على اللجنة الاستشارية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وهي التي تجيز الطباعة سواء كانت لكُتيّبات أو مطويات أو أشرطة. وأضاف الشمري، عملنا إن شاء الله منظم وبعيد عن الاجتهادات الفردية، وهناك قائمة في وزارة الشؤون الإسلامية بالأشرطة التي توزع والكتيبات، وهي أصلاً مجازة من وزارة الإعلام واللجنة الاستشارية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وهي الجهة التي تجيز الطباعة سواء كتيبات أو أشرطة. وقال الداعية مبارك السليس نحن لا نوزع إلا كُتيّبات ومطويات وأشرطة لعلماء ثقاة وتكون مفسوحة رسمياً من وزارة الإعلام ومجازة من اللجنة الاستشارية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف. وأضاف «نعمل وفق تصاريح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وتسمى جولات دعوية، ونتجول خلالها على مواقع ضمن نطاق مكتبنا (المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في حي النظيم والجنادرية) وله حدود لا نستطيع تجاوزها، وموقعنا بالقرب من (استاد الملك فهد) وفي الساحة التي يتجمع فيها الشباب كل يوم خميس، ولدينا موقع آخر لمرتادي المقاهي (الشيشة) وكذلك شارع التفحيط، ونعرض من خلال تلك المواقع والغرف المتنقلة الخاصة بنا نماذج (الخير) ونماذج (الشر)، ودمى تمثل الأشخاص من النوعين وما يمارسونه من عمل طيب وخبيث، وكذلك التذكير بنهاية الإنسان من خلال دمية مكفنة وغيرها، بالإضافة إلى الأشرطة والc.d التي تحوي كثيراً من القصص والروايات التي استسقيناها بحكم عملنا في الميدان، ولكن لا نستطيع أن ننقلها كلها خشية أن تجد من لا يصدقها رغم حقيقتها، ونحن نحاول أن يكون طرحنا معتدلاً وواقعياً ومقبولاً. وهذا طبعاً يأتي بعد تنسيق بيننا وبين المكاتب الرسمية للدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ونحمد الله أننا وفقنا وربطتنا علاقة صداقة وأخوة مع عدد كبير من الشباب الذين يتجاوبون معنا، وفي النهاية نحن ولله الحمد مجتمع مسلم بالفطرة ومن الطبيعي أن نتأثر ونستجيب إلى الدعوة إلى الله لدينا في المجتمع السعودي، وبفضل الله شباب يحملون كثيراً من الخير ويتعاونون معنا ويشجعوننا، ومنهم من دخل للعمل معنا أيضاً بعدما لمس فضل العمل وما يحمله من خير وقرب من الله سبحانه وتعالى، ونحن نوزع الكتيبات والمطويات والأشرطة التي تحث على الخير وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ونقوم بتوزيعها على الشباب سواء في أماكنهم أو في سياراتهم». وختم السليس بقوله «نواجه مصاعب في دعم المشروعات الدعوية، كونها قائمة على تبرعات المحسنين، ورغم أن لدينا أفكاراً متعددة، إلا أننا نعجز عن تطبيقها، نتيجة غياب الدعم». أنموذج لشباب سلكوا طريق الضياع (الشرق)