أطلقت مراكز التجزئة الكبرى في جدة هذا الأسبوع الحالي عروضاً خاصة لشهر رمضان، لجذب أكبر شريحة من الزبائن ومنعت البقالات الصغيرة من الشراء. وكشفت جولة ل”الشرق” على بعض مراكز التجزئة عن وجود عروض تسببت في حدوث ازدحام شديد جراء الإقبال الكبير من المستهلكين، البيع كحد أقصى عبوتين لكل زبون ورفض البيع بالجملة لأصحاب البقالات. وقال مدير أحد مراكز التجزئة في جدة محمد نور، إن المركز دأب على إطلاق هذه العروض بشكل سنوي، مشيرا إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من المستهلكين منذ إطلاق العروض مطلع الأسبوع الحالي. وأضاف أن بيع المواد الغذائية التي شملتها العروض بحد أقصى عبوتين لكل مستهلك يأتي لضمان حصول جميع المستهلكين على الأصناف المخفضة، رافضا أن يكون السبب في ذلك تصريف هذه المواد المخزنة بسبب بقائها في المستودعات لفترة كبيرة وطرح البضاعة الجديدة بسعرها العادي. وأفاد أن المواد المخفضة تتراوح فترة العروض لها من يوم إلى عدة أيام إذ إن هناك صنفاً عليه عرض ليوم واحد يباع بثلاثة ريالات رغم أن سعر بيعه خارج العرض بتسعة ريالات. وأوضح نور أن رفض البيع للبقالات الصغيرة يعود إلى منعهم من استغلال هذه العروض من خلال شراء الصنف المخفض بسعر يقل عن سعره العادي بواقع %65 وبيعه بالسعر العادي المتعارف عليه خارج أيام التخفيضات، مشيرا إلى أن هناك مستهلكين يلجأون إلى حيل لشراء أكثر من عبوة من خلال الشراء في فترة الصباح والعودة في المساء. ورأى أحد المستهلكين فيصل الرحماني، أن مراكز التجزئة تستهدف من هذه العروض جذب الزبائن ولكن تحديد شراء الصنف المخفض بعبوتين يثير الاستياء، إذ لا تتعدى كونها عملية تصريف لمخزون سابق لعرض المواد الجديدة، معداً أنه إذ كانت هذه المراكز جادة في العروض فعليها إتاحة الفرصة للمستهلكين لشراء الكميات التي يحتاجونها في رمضان. واتفق محمد الحربي مع ما ذهب إليه الرحماني، قائلا إن المراكز تطلق هذه العروض بشكل موسمي بهدف جني أرباح مرتفعة من وراء ذهاب المستهلكين إلى هذه المراكز. وطالب الجهات المختصة بمراقبة هذه العروض لمنع الحيل وتصريف المواد المشارفة على الانتهاء أو التي تعرضت لأي عوامل خارجية أضرت بجودة المنتج حفاظاً على صحة وسلامة المستهلكين. من جهته، قال نائب رئيس اللجنة التجارية الوطنية سعد السويلم ل”الشرق”، إن قيام هذه المراكز ببيع الصنف المختار في عرض اليوم الواحد بسعر أقل من سعره العادي بنسبة تصل إلى %70، يرجع إلى أسباب تسويقية بحتة بغرض جذب أكبر شريحة من العملاء، مشيرا إلى أن المراكز تبيع هذا الصنف بخسارة ولكنها تعوض هذه الخسارة من خلال الأصناف الأخرى الخارجة عن التخفيضات. وأضاف أن هذه الطريقة مطبقة في أغلب دول العالم، موضحاً أن المستهلك يجد نفسه في المركز بسبب العرض وبالتالي يقوم بشراء الأصناف التي يحتاجها في رمضان، الأمر الذي يعوض خسائرها بسبب الصنف المختار للعرض.