تجددت المعارك بين الجيش السوري الحر وبين الجيش النظامي ليلة الجمعة – السبت بالقرب من الحدود العراقية السورية في محافظة الأنبار، فيما انتقدت النائب المستقلة صفية السهيل ما وصفته ب”مواقف بعض السياسيين الذين لم يتخذوا جانب الحياد، تجاه الأزمة السورية، ودفع ثمنها أهلنا المقيمون في سوريا”. يذكر أن موقف حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تتخذ مواقف مؤيدة للنظام السوري وترى أن سقوطه يمكن أن ينتهي إلى تداعيات تؤثر على مستقبل العملية السياسية في العراق لصالح الأحزاب المنضوية تحت لواء السلطة وأبرزها كتلة دولة القانون التي يتزعمها المالكي. وقال مصدر في قيادة الحدود في محافظة الأنبار، “إن المعارك تجددت في منطقة البو كمال السورية التي تبعد مسافة سبعة كيلومترات عن مدينة القائم العراقية ضمن محافظة الأنبار بين الجيش الحر والجيش النظامي السوري، وأن أصوات الاشتباكات المسلحة والانفجارات تسمع من داخل الأراضي العراقية”. وأكد المصدر في اتصال هاتفي مع “الشرق” أن العشرات من المدنيين السوريين، بينهم نساء وأطفال، حاولوا الدخول إلى الأراضي العراقية عبر منفذ الوليد إلا أن السلطات المحلية في المنفذ منعتهم من الدخول باستثناء العراقيين الذين يحملون جوازات سفر عراقية حصراً”. وأشار المصدر إلى انتشار فوجين من قوات من الجيش العراقي على طول الحدود العراقية السورية ضمن محافظة الأنبار إضافة إلى قوات لواء الحدود الموجودة أصلاً، تحسباً من وقوع أية حالة تسلل إلى داخل الأراضي العراقية. من جانب آخر، قالت عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية صفية السهيل عن قلقها ولجنتها من الأوضاع التي وصفتها بالمأساوية التي تعيشها الجالية العراقية في سوريا، ودعت في بيان صحفي أرسلت نسخة منه ل “الشرق”، وزارة الخارجية باعتبارها الجهة التنفيذية المسؤولة عن متابعة الجالية العراقية هناك، إلى التنسيق مع وزارة النقل، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتسهيل نقل جميع العراقيين الراغبين بالعودة إلى بغداد وبتسيير عدد أكبر من الرحلات لنقلهم وبالسرعة الممكنة. وقالت السهيل في بيانها، “إن رعايانا العراقيين يعيشون أوضاعاً نفسية وأمنية صعبة، مع تصاعد وتيرة العنف والأوضاع الأمنية الشديدة الخطورة في سوريا، إذ إن هناك استهدافا مضاعفا للهوية العراقية لأسباب عديدة ومنها مع الأسف مواقف بعض السياسيين الذين لم يتخذوا جانب الحيادية، تجاه الأزمة السورية”. وفي ذات السياق، كشف ممثل الطائفة المسيحية في مجلس النواب يونادم كنا أن عددا من المسيحيين العراقيين الموجودين في سوريا التجأوا إلى دول أخرى، وقال في تصريح صحفي، “إن الدول التي التجأ إليها بعض مسيحيي العراق الموجودين في سوريا، هي كل من أمريكا وأستراليا وكندا، لكن الأغلب في طريق عودته إلى العراق”. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي ناشد أمس الأممالمتحدة بالتدخل لحماية العراقيين الموجودين في سوريا وتسهيل عودتهم إلى العراق مرحباً بعودة العراقيين إلى بلدهم، فيما وعد بالصفح عن ذوي المواقف السلبية منهم. بغداد | مازن الشمري